ثم تقول: " والله لأدعون الله عليك ".
فيقول: " والله لأدعون الله لك " (1).
ثم يتحمل منها هذا القول الغليظ والكلام الشديد في دار الخلافة، وبحضرة قريش والصحابة، مع حاجة الخلافة إلى البهاء والتنزيه، وما يجب لها من الرفعة والهيبة. ثم لم يمنعه ذلك أن قال - معتذرا أو متقربا كلام المعظم لحقها المكبر لمقامها الصائن لوجهها المتحنن عليها -: فما أحد أعز علي منك فقرا، ولا أحب إلي منك غنى، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة ".
قيل لهم: ليس ذلك بدليل على البراءة من الظلم، والسلامة من الجور، وقد يبلغ من مكر الظالم ودهاء الماكر - إذا كان أريبا وللخصومة معتادا - أن يظهر كلام المظلوم، وذلة المنتصف، وحدب الوامق، ومقة المحق (2) " انتهى كلام الجاحظ.