هل كان بكاء الزهراء (ع) جزعا؟!
ويقول البعض: إنه لا يتصور أن تكون الزهراء، المنفتحة على قضاء الله وقدره إنسانة ينزعج أهل المدينة من بكائها (1) - كما يقرأ قراء التعزية - حتى لو كان الفقيد على مستوى رسول الله.
والجواب:
إننا لا نتصور أن بكاءها على أبيها هو الذي أزعج المعترضين، وأثار حفيظتهم، وإنما الذي أحفظهم وأزعجهم هو ما يثيره وجود الزهراء إلى جانب قبر أبيها على حالة من الحزن والكآبة والانكسار الذي يذكر الناس بالمأساة التي تعرضت لها عليها السلام فور وفاة أبيها، حيث إن ذلك يمثل حالة إثارة مستمرة للناس الطيبين والمؤمنين والمخلصين، وهو إدانة لكل ذلك الخط الذي لم يتوقف عن فعل أي شئ في سبيل ما يريده.
فلم يكن البكاء على شخص الرسول، بقدر ما كان تجسيدا للمأساة التي حاقت بالإسلام وبرموزه بمجرد وفاته وفقده صلوات الله وسلامه عليه.