ثم إن بشارات الأنبياء والشارعين قد ظهر تأويلها بظهور خاتم الأنبياء والمرسلين، ولهذا لم يرد في الدين الاسلامي بشارة بشارع آخر يأتي بعد نبيه، بل ورد فيه أن الرسالة قد تمت، والنبوة قد ختمت، والوحي قد انقطع فلن يعود، كما ورد:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (المائدة: 3).
وورد: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) (الأحزاب: 40).
وجاء أيضا في الحديث الشريف مخاطبا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين استخلفه في المدينة في إحدى الغزوات ورغب علي في الاستصحاب أنه قال صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
ثم يقول مؤلف الكتاب:
ولكن سيطرأ على الناس فساد ينحرفون به عن هدى هذا الدين القويم زمنا فيظهر رجل من آل بيت نبي الأمة يحيي الشرع ويقيم العدل ويرجع الناس إلى الحكم بكتاب الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وما ثبت من سنته الشريفة. يقفو أثره لا يخطئ.
عرض قضية المهدي على العقل من حق كل مسلم بل من واجبه أن يقول لنفسه: هل هناك مانع عقلي من أن يبعث الله يوما رجلا مصلحا يعيد إلى الاسلام شبابه وحيويته ويمنحه من القوة ما يطهر به أرض الاسلام والمسلمين من الخبائث حين تتفشى وتهدد أوطان المسلمين؟!
لقد وعدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بقوله: إن الله يبعث