موضوعها، فقد ذهب المحدثون إلى أن المراد بالخليفة العادل فيها إنما هو المهدي.
ثم يقول الأستاذ أبو الأعلى المودودي في " البيانات ":
غير أن من الصعب على كل حال القول بأن هذه الروايات لا حقيقة لها أصلا فإننا إذا صرفنا النظر عما ربما أدخل فيها الناس من تلقاء أنفسهم فإنها تحمل حقيقة أساسية هي القدر المشترك فيها وهي: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيظهر في آخر الزمان زعيم عامل بالسنة، يملأ الأرض عدلا ويمحو عن وجهها الظلم والعدوان ويعلي فيها كلمة الاسلام ويعمم الرخاء في خلق الله.
وبهذا يكون جمهور الأئمة قد أجمع على حقيقة لا شك فيها: أن المهدي حق وإن اختلفت في شخصيته المذاهب.
رأي الشيخ الشعراوي:
يقول فضيلته ما نصه: الذين يقولون: إن ما ورد من الآثار حول المهدي المنتظر يقصد به الرمز لا التشخيص في شخص معين ويذهبون هذا المذاهب هؤلاء لم يستطيعوا إنكار هذه الآثار التي أوردها المحدثون فأرادوا أن يؤولوها ويحولوها إلى معنى مقبول عقلا.
ولهذا فنحن نناقشهم في صحة هذه الآثار، لأننا مسلمون معا بوجودها.
فقط نناقشهم في الفهم ونقول لهم ما المراد بالرمز؟ وما المراد بالاصلاح؟
الرمز والاصلاح معنيان والمعاني لا تقوم إلا بذواتها فالاصلاح لا يوجد إلا بوجود مصلح.
فالمصلح لازم للإصلاح وهو ذات تقوم بالاصلاح وعلى هذا فإن الذي يقول بتشخيص المهدي على حق لأنه لا إصلاح بدون مصلح.
أما من يقول: إنه رمز للإصلاح فنقول له: هات لنا إصلاحا بدون ذات مصلح.
وهل إذا ادعى كذبا شخص أو أشخاص على طول التاريخ بأنهم المقصودون