ليرى وجد ذهبا أحمر. وتحسنت حال أبي هاشم بذلك مدة طويلة.
ويروى أنه ركب مرة مع محمد بن الخصيب فحثه هذا على الاسراع بجواده.
فأجابه الإمام: ستقيد في السجن قبلي. ولم تمض أربعة أيام حتى قيد محمد الخصيب وقتل بعد ذلك بأيام قليلة.
ويروى أن جماعة من المماليك عرفوا الإمام علي النقي بحضور الخليفة فسجدوا أمامه وقبلوا يديه ورجليه. فسأل المتوكل بلتان رئيسهم عن فعلهم فقال: إنه لا يعلم عنه شيئا. فسأل الخليفة المماليك: لم فعلتم هذا؟ فقالوا: إن هذا الرجل يأتينا من البحر كل سنة فيعلمنا أمور ديننا، وهو وصي خاتم النبيين وقد شاهدنا منه المعجزات. فلما سمع الخليفة كلامهم قال لبلتان: أقتل هؤلاء المماليك. فقال بلتان: فقتلتهم ودفنتهم.
فلما جن الليل أردت زيارة الإمام فقمت وذهبت إليه مسرعا لإيقافه على الخبر.
فأخبرني خادم الباب أن الإمام يطلبني. فأخذني معه إلى (الأندرون). فوجدت الإمام قاعد فقال لي: كيف حال المماليك؟ فقلت: لقد قتلتهم جميعا. فسألني: أقتلتهم جميعا؟ فأجبته: أقسم لك بذلك. ثم سألني: أتريد أن تراهم؟ قلت: نعم. ولكني أخبرك بأنني قتلتهم ودفنتهم. فأشار إلى أن أدخل الأندرون ففعلت، فرأيت المماليك جميعا. ويذكر مؤلف خلاصة الأخبار أن هذا الخبر موجود في كتابين أو ثلاثة، والله وحده أعلم بصحته.
وتدل هذا الأخبار على أن الإمام علي النقي كان يتمتع في أكثر الأحيان بحرية شخصية كبيرة في حياته بسامراء فيلقى أصحابه ويركب خارج المدينة ويجلس بحضرة الخليفة إلا أنه كان محاطا بالجواسيس. ويقال: إن المتوكل أمر أخيرا بقتله.
فجلس يوما في الدار وأمر حاجبيه بإدخال الإمام ودعا بأربعة من الخدم وسيوفهم مسلولة وأمرهم بقتله عند الإشارة، فلما خرج الإمام كان الخدم الأربعة عند الباب بسيوفهم المسلولة، ولكنهم عندما رأوه ألقوا سيوفهم وخروا سجدا مذعورين.
فسأل المتوكل عن سبب فعلتهم هذه. فقالوا: إنهم رأوا رجلا بيده سيف مسلول وهو