شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢٤ - الصفحة ٤٢٧
جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب.
وفي فضل أهل البيت قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، إني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فحث عليه ورغب، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم في أهل بيتي (ثلاث مرات).
وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله عز وجل، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما.
وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض.
وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض وقال صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وأهل بيتي لم يفترقا حتى يردا علي الحوض، سألت ربي ذلك لهما، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.
وفي رواية: كتاب الله وسنتي، وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب، لأن السنة مبينة له فأغنى ذكره عن ذكرها.
وعن عمر رضي الله عنه قال: آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم " أخلفوني في أهل بيتي ".
وقال صلى الله عليه وسلم: النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون.
وقال صلى الله عليه وسلم، مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومثل حطة لبني إسرائيل.
وقال صلى الله عليه وسلم: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس.
وقال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بأهل بيتي خيرا، فإني أخاصمكم عنهم غدا، ومن أكن خصمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار.
وقال صلى الله عليه وسلم: من أحب أن ينسأ له في أجله وأن يمتع بما خوله الله تعالى فليخلفني في أهل بيتي خلافة حسنة، فمن لم يخلفني فيهم بتر عمره وورد علي يوم القيامة مسودا وجهه.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن من صنع إلى أهل بيتي يدا كافأته عليها يوم القيامة.
وقال صلى الله عليه وسلم: أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه، وأحبوني بحب الله عز وجل، وأحبوا أهل بيتي بحبي.
وقال صلى الله عليه وسلم: أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وعلى قراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ضل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه.
وقال صلى الله عليه وسلم: أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي.
وقال صلى الله عليه وسلم: من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهدا.
وقال صلى الله عليه وسلم: أول من يرد علي الحوض أهل بيتي، ومن أحبني من أمتي.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل أجري عليكم المودة في أهل بيتي، وإني سائلكم غدا عنهم.
وقال صلى الله عليه وسلك: الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا.
وقال صلى الله عليه وسلم: في كل خلق من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل، ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله عز وجل فانظروا من توفدون.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله وعدني في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: الدعاء محجوب حتى يصلي على محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.
وقال صلى الله عليه وسلم: حرمت الجنة على من ظلمني في أهل بيتي وآذاني في عترتي.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله تعالى وهو مبغض لأهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار.
وقال صلى الله عليه وسلم: ستة لعنهم تعالى ولعنتهم وكل نبي مجاب الدعوة: الزائد في كتاب الله عز وجل، والمكذب بقدرة الله، والمسلط على أمتي بالجبروت ليذل من أعزه الله ويعز من أذل الله، والمستحل حرمة الله تعالى، وفي رواية " لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك للسنة "، وزاد في رواية " والمستأثر فيما القي ".
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله يبغضالأكل فوق شبعه، والغافل عن طاعة ربه، والتارك لسنة نبيه، والمحقر ذنبه، والمبغض عترة نبيه، والمؤذي جيرانه.
وقال صلى الله عليه وسلم: اشتد غضب الله ورسوله وغضب ملائكة على من أهرق دم نبي أو آذاه في عترته.
وفي فضل الذرية، قال صلى الله عليه وسلم: أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة:
المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم والمحب لهم بقلبه ولسانه.
وقال صلى الله عليه وسلم لعلي: أما ترضى أنك معي في الجنة، والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا، وأشار إلى علي.
وقال صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة المثبوتة في مظانها.
ويستفاد مما سبق، ما ذكره (المشرع الروي) ننقله باختصار وتصرف ما يلي:
١ - ما اشتهر من وصفهم بذوي القربى، والال، وأهل البيت، والعترة، والذرية، أما ذوو القربى فقيل ما ينسبون إلى جده صلى الله عليه وسلم الأقرب، وهو عبد المطلب من ذكر وأنثى.
والال أصله أهل، ولا يضاف إلا إلى معظم، كخبر حملة القرآن " آل الله "، وعند الشافعي والجمهور من حرمت عليهم الصدقة (دون أخويهما نوفل وعبد شمس) لقوله صلى الله عليه وسلم " إنما بنو هاشم وبنو المطلب شئ واحد ".
وإنما حرمت الزكاة عليهم لقوله صلى الله عليه وسلم " إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ".
قال السيد عمر البصري: إنهم لو منعوا حقهم من خمس الخمس جوز الإصطخري إعطاءهم الزكاة، واختاره الهروي ومحمد بن يحيى، وأعني به شرف الدين البارزي وغيره. وحكاه الطحاوي عن أبي حنيفة، وذهب صاحبه أبو يوسف إلى جوازها من بعضهم لبعض، وألحق بهم مواليهم، لقوله صلى الله عليه وسلم " مولى القوم منهم ".
وذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد في رواية عنه أن المراد بالآل بنو هاشم خاصة، وقيل ذرية علي وا لعباس وجعفر وحمزة، وقيل ذرية فاطمة خاصة.
أما أهل البيت: فقيل نساؤه وأهل بيت نسبه، وقيل بنو هاشم، وقيل علي وفاطمة وابناهما، وهو المعتمد الذي عليه الجمهور. ويدل على ذلك ما في مسلم أنه صلى الله عليه وسلم خرج ذات غداه وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله تحته، ثم الحسين فأدخله، ثم فاطمة فأدخلها، ثم علي فأدخله، ثم قال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهير ".
والترمذي عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره، ثم قال:
" اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس " قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: أنت على مكانك وأنت على خير.
أشار المحب الطبري إلى أن هذا الفعل تكرر منه صلى الله عليه وسلم، وبه يجتمع اختلاف الروايات في هيئة اجتماعهم وما جللهم به وما دعا به لهم وما أجاب به أم سلمة... الخ ما ذكره.
وأما العترة، فقال في القاموس نسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون.
وأما الذرية فنسل الانسان من ذكر وأنثى، وقد تخص بالنساء والأطفال، ويدخل فيهم أولاد البنات عند الأكثر، وأجمعوا على دخول أولاد فاطمة في ذريته صلى الله عليه وسلم.
2 - ما ذكره أصحابنا أن من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن أولاد بناته ينسبون إليه نسبة صحيحة نافعة في الدنيا والآخرة.
ومن ثم وقع من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الالحاح على علي كرم الله وجهه في ابنته، واعتبروا ذلك في الأحكام كالوقت والوصية والكفاءة، فلا يكافئ هاشمي غير شريف شريفة، ويصرف الوقف على أولاد النبي صلى الله عليه وسلم والموصى به إليهم دون غيرهم.
أخرج الحاكم في المستدرك عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن بني أم عصبة إلا ابني فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما.
وأخرج أبو يعلى في مسنده عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل بني أم عصبة إلا ابني فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما.