حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ٣٨
ويقول ياسر لابنه: كان عبد المطلب قبل الفضول، وكانت رسله تحل هذه المشكلات. أغرى حرب بن أمية مرة أحد رجاله باغتيال ثري مستضعف، واغتيل المسكين فاحتاز حرب تركته، ورفعت القضية إلى عبد المطلب، فأعاد سيد قريش التركة إلى الورثة، وغرم حربا دية القتيل مئة ناقة.
ثم تمر الأيام آخذا بعضها برقاب بعض، وعمار يغدو على أبيه من أطرافها ويمسي بخبر من هذه الأخبار، وبفكرة من هذه الفكر، لا يمل هو، ولا يمل أبوه، ولعل أباه أعرف منه بهذه الأخبار وهذه الأفكار، ولكنه يصغي إليه إصغاء المشجع، ويعلق على أخباره تعليق المربي، وكان بعد كل إصغاء، وبعد كل تعليق يأمره بالتحفظ، ويوصيه أن يحفظ ما يأمره به. وكان الصبي يختم كل قصة وكل فكرة بقوله: لله أبوك يا أبتي لم يخطئ علمك ببني هاشم من صلاحهم شيئا.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست