حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ٤٩
قال أبو لهب: وصلتك رحم يا أبا عمرو. أرأيتني أخف منك وطأة على ابن أخي؟ أو أكثر حلما في مجابهة دعوته؟
إنما أريد الخير لكم بتوجيهكم نحو شخص محمد، وإعفاء عشيرته من وزره، لتكونوا أخف حملا في ميدانكم الذي تشقونه منذ اليوم.
قال أبو جهل: إذا لم تسلموني لمكروه، ومنعتموني من بني هاشم قتلت محمدا وأرحتكم منه.
قال العاص: لست أنصر هذا الرأي. فقتل محمد خرق في طمأنينة هذا البلد ليس أغلظ منه خرق محمد، إنما تعودنا أن لا يعنف بعضنا بعض في قول، ولا يقسو بعضنا على بعض بجدال، فكيف بالقتل، وقتل محمد بالذات، فوالله لو أجمعنا عليه لما استطعناه، إلا أن تكون فتنة لا توفر رأسا من هذه الرؤوس المجتمعة لهذا المؤتمر، أترى أصلحك الله - أبا الحكم - بني عبد المطلب تاركيك أو تاركي مانعيك، وقد قتلت من يرجون به فوز اليوم والغد؟ خذ بغير هذا الرأي، فإنه رأي فائل يجرد على مكة أشقى الشقاء.
قال الوليد: أصاب أبو عمرو شاكلة الرأي، واهتدى سواء السبيل، وليس قتل محمد إلا مما نأباه وإن فعل ما فعل.
قال أبو جهل: مرنا يا عم إذا بأمرك، واجعل لهذا المضطرب حدا ننطلق منه إلى عمل رشيد.
تأمل الوليد لحظة عبث خلالها بلحيته، ثم قال: أضعفوا
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست