ومن تلك الصفات (العلم) وهذا مما لا ينبغي الريب فيه، كما أن البحث في تفصيل هذه الأمور مذكور في كتب الكلام، في أبواب الإمامة، فلا يلزم ذكرها هنا، وإنما الذي يلزم البحث عنه في هذا المقام أمران: الأول: هو أن علم الإمام - بعد وجوب الاعتقاد به - هل يجب على نحو التفصيل أو يكفي الاجمال. الثاني: إن هذا الاعتقاد ضروري، بحيث يكون من لا يعتقد ذلك منكرا لضروري من الضروريات في الدين. أوليس الأمر كذلك؟
أما الأول: فلم نجد دليلا يرشدنا إلى وجوب الاعتقاد تفصيلا.
نعم أقصى ما يدل عليه العقل، هو أن الإمام يجب أن يكون أعلم الناس فإذا وجب هذا، وجب على القائل بالإمامة الاعتقاد بذلك، لأنه من شؤون الإمامة ولوازمها. ومن أرشده الدليل إلى التفصيل وجب عليه الاعتقاد بما وضح لديه، لأنه من شؤون الإمامة عند ذاك.. وكيف نستطيع أن نقول بوجوب الاعتقاد بالتفصيل مطلقا، والمعرفة التفصيلية متعذرة لمثل النساء والأطفال، بل وعامة الناس.
وأما الثاني: ففيه تفصيل، وذلك لأن مثل الصبية والنسوة بل والسواد العام لا يتعقلون في أن علم الإمام، على نحو ما أشرنا إليه من الضروريات وإن من يتعذر في شأنه فهم الشئ وإدراكه والوصول إلى كنهه كيف يكون اعتقاده به ضروريا نعم إن ذلك إنما يتأتى في شأن الخواص وأهل العلم ومن قام لديه الدليل على وجوب اتصاف الإمام بتلك الخصال الكريمة، فإن العلم بالنسبة إليه