لأهلها فإن أهل الجهل كثير وأهل العلم قليل وقد قال الله تبارك وتعالى ﴿وفوق كل ذي علم عليم﴾ (1) انتهى كلامه صلوات الله عليه وسلامه (2).
وكفى بما تضمنه هذا الحديث الشريف واعظا لمن تدبره وزاجرا لمن تأمله واعتقد في الناطق به فإن فيه ما يقمع رأس الضلال ويقلع أصل التمويه والخيال ويقطع عن أهل الإنصاف مادة القيل والقال فإن فيه نسبة للصوفية إلى الجهل والابتداع وترك الانقياد للقرآن وعدم الاتباع والإعراض عن أهل العصمة والميل إلى الاختراع واعتقادهم حجية قول أبي بكر وفعله لرغبتهم عن العلم الصحيح وأهله وإنكارهم لما أوجبه الله واستحلالهم ما حرم الله وجرأتهم على الأئمة عليهم السلام ونسبتهم له إلى مخالفة الشرع وحب الدنيا والجهل وغير ذلك مما بعضه كاف في التنفير عنهم والتحذير منهم لعمري لقد أيقظت من كان نائما وأسمعت من كانت له أذنان.
الحادي عشر: ما رواه الصدوق في عيون الأخبار ومعاني الأخبار (3) وغيرهما ورواه الطبرسي في الإحتجاج (4) وجماعة من أصحابنا عن الصادق عليه السلام أنه قال: من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة تعظمه وتصفه فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لا عرف مقداره ومحله فرأيته في موضع قد أحدق به خلق من غثاء العامة فوقفت منتبذا عنهم مغشي (متغشيا - خ) بلثام أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم حتى خالف طريقهم وفارقهم ولم يقر، فتفرقت العوام عنه لحوائجهم و تبعته أقفو أثره فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة فتعجبت منه ثم قلت في نفسي لعله معامله ثم مر بعده بصاحب رمان، فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعلها معاملة ثم قلت (أقول - خ) وما حاجته إلى المسارقة ثم لم أزل أتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين