يريد سر فيه برفق وأبلغ الغاية القصوى منه بالرفق، لا على سبيل التهافت والخرق، ولا تحمل على نفسك وتكلفها ما لا تطيقه فتعجز وتترك الدين والعمل. وفي حديث عكرمة: من لم يغتسل يوم الجمعة فليستوغل أي فليغسل مغابنه ومعاطف جسده، وهو استفعال من الوغول الدخول، وكل داخل فهو واغل، وكل داخل في شئ دخول مستعجل فقد أوغل فيه. قال أبو زيد: غل في البلاد وأوغل بمعنى واحد إذا ذهب فيها. أوغل القوم وتوغلوا إذا أمعنوا في السير. والوغول: الدخول في الشئ.
والإيغال: السير السريع، وقيل: الشديد والإمعان في السير، قال الأعشى:
مرحت حرة، كقنطرة الرو مي، تفري الهجير بالإرقال تقطع الأمعز المكوكب، وخدا، بنواج سريعة الإيغال وأوغل القوم إذا أمعنوا في سيرهم داخلين بين ظهراني الجبال أو في أرض العدو، وكذلك توغلوا وتغلغلوا، وأما الوغول فإنه الدخول في الشئ وإن لم يبعد فيه، وأوغلته الحاجة، قال المتنخل الهذلي:
حتى يجئ وجنح الليل يوغله، والشوك في وضح الرجلين مركوز وما لك عن ذلك وغل أي بد، وقيل أي ملجأ، والمعروف وعل، وقد تقدم، وزعم يعقوب أن غينه بدل من عين وعل، وزعم الأصمعي أن الواغل الذي هو الداخل على القوم في شرابهم ولم يدع إنما اشتق من هذا أي ليس له مكان يلجأ إليه، قال ابن سيده: فإن كان هذا فخليق أن لا يكون بدلا لأن المبدل لا يبلغ من القوة أن يصرف هذا التصريف. والوغل: الشجر الملتف، أنشد أبو حنيفة:
فلما رأى أن ليس دون سوادها ضراء، ولا وغل من الحرجات واستوغل الرجل: غسل مغابنه وبواطن أعضائه، والله أعلم.
* وفل: الوفل: الشئ القليل.
* وقل: وقل في الجبل، بالفتح، يقل وقلا ووقولا وتوقل توقلا: صعد فيه، وفرس وقل ووقل ووقل، وكذلك الوعل، قال ابن مقبل:
عودا أحم القرا إزمولة وقلا، يأتي تراث أبيه يتبع القذفا والواقل: الصاعد بين حزونة الجبال، وكل صاعد في شئ متوقل. وقل يقل وقلا: رفع رجلا وأثبت أخرى، قال الأعشى: وهقل يقل المشي مع الربداء والرأل وقال أبو حنيفة: الوقل الكرب الذي لم يستقص، فبقيت أصوله بارزة في الجذع، فأمكن المرتقي أن يرتقي فيها، وكله من التوقل الذي هو الصعود. وفي المثل: أو قل من غفر، وهو ولد الأروية. وفرس وقل، بالكسر، إذا أحسن الدخول بين الجبال. وفي حديث أم زرع: ليس بلبد فيتوقل، التوقل: الإسراع في الصعود. وفي حديث ظبيان: فتوقلت بنا القلاص. وفي حديث عمر: لما كان يوم أحد كنت أتوقل كما تتوقل الأروية أي أصعد فيه كما تصعد أنثى الوعول والوقل: الحجارة.