لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٤٩٦
ربه: وأنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان، أراد أنه لا يمحى أبدا بل هو محفوظ في صدور الذين أوتوا العلم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكانت الكتب المنزلة لا تجمع حفظا وإنما يعتمد في حفظها على الصحف، بخلاف القرآن العزيز فإن حفاظه أضعاف مضاعفة لصحفه، وقوله تقرؤه نائما ويقظان أي تجمعه حفظا في حالتي النوم واليقظة، وقيل: أراد تقرؤه في يسر وسهولة. وغسل الفحل الناقة يغسلها غسلا: أكثر ضرابها. وفحل غسل وغسل وغسيل وغسلة، مثال همزة، ومغسل: يكثر الضراب ولا يلقح، وكذلك الرجل. ويقال للفرس إذا عرق: قد غسل وقد اغتسل، وأنشد:
ولم ينضح بماء فيغسل وقال آخر:
وكل طموح في العنان كأنها، إذا اغتسلت بالماء، فتخاء كاسر وقال الفرزدق:
لا تذكروا حلل الملوك فإنكم، بعد الزبير، كحائض لم تغسل أي تغتسل. وفي حديث العين: العين حق فإذا استغسلتم فاغسلوا أي إذا طلب من أصابته (* قوله أي إذا طلب من أصابته هكذا في الأصل بدون ذكر جواب إذا. وعبارة النهاية: أي إذا طلب من أصابته العين أن يغتسل من أصابه بعينه فليجبه. كان من عادتهم أن الانسان إذا أصابته عين من أحد جاء إلى العائن بقدح إلى آخر ما هنا) العين من أحد جاء إلى العائن بقدح فيه ماء، فيدخل كفه فيه فيتمضمض، ثم يمجه في القدح ثم يغسل وجهه فيه، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على يده اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على يده اليسرى، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأيسر، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على قدمه اليسرى، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى، ثم يغسل داخلة الإزار، ولا يوضع القدح على الأرض، ثم يصب ذلك الماء المستعمل على رأس المصاب بالعين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله تعالى. وغسله بالسوط غسلا: ضربه فأوجعه. والمغاسل: مواضع معروفة، وقيل: هي أودية قبل اليمامة، قال لبيد:
فقد نرتعي سبتا وأهلك حيرة، محل الملوك نقدة فالمغاسلا وذات غسل: موضع دون أرض بني نمير، قال الراعي:
أنخن جمالهن بذات غسل سراة اليوم يمهدن الكدونا ابن بري: والغاسول جبل بالشام، قال الفرزدق:
تظل إلى الغاسول ترعى، حزينة، ثنايا براق ناقتي بالحمالق وغاسل وغسويل: ضرب من الشجر، قال الربيع ابن زياد:
ترعى الروائم أحرار البقول بها، لا مثل رعيكم ملحا وغسويلا والغسويل وغسويل: نبت ينبت في السباخ، وعلى وزنه سمويل، وهو طائر.
(٤٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 ... » »»
الفهرست