لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٤٧٣
وأنشد الفراء:
فهن على أكتافها، ورماحنا يقلن لمن أدركن: تعسا ولا لعا شددت اللام في قولهم علك لأنهم أرادوا عل لك، وكذلك لعلك إنما هو لعل لك، قال الكسائي: العرب تصير لعل مكان لعا وتجعل لعا مكان لعل، وأنشد في ذلك البيت، أراد ولا لعل، ومعناهما ارتفع من العثرة، وقال في قوله:
عل صروف الدهر أو دولاتها، يدلننا اللمة من لماتها معناه عا لصروف الدهر، فأسقط اللام من لعا لصروف الدهر وصير نون لعا لاما، لقرب مخرج النون من اللام، هذا على قول من كسر صروف، ومن نصبها جعل عل بمعنى لعل فنصب صروف الدهر، ومعنى لعا لك أي ارتفاعا، قال ابن رومان: وسمعت الفراء ينشد عل صروف الدهر، فسألته: لم تكسر عل صروف؟ فقال: إنما معناه لعا لصروف الدهر ودولاتها، فانخفضت صروف باللام والدهر بإضافة الصروف إليها، أراد أو لعا لدولاتها ليدلننا من هذا التفرق الذي نحن فيه اجتماعا ولمة من اللمات، قال: دعا لصروف الدهر ولدولاتها لأن لعا معناه ارتفاعا وتخلصا من المكروه، قال: وأو بمعنى الواو في قوله أو دولاتها، وقال: يدلننا فألقى اللام وهو يريدها كقوله:
لئن ذهبت إلى الحجاج يقتلني أراد ليقتلني. ولعل ولعل طمع وإشفاق، ومعناهما التوقع لمرجو أو مخوف، قال العجاج:
يا أبتا علك أو عساكا وهما كعل، قال بعض النحويين: اللام زائدة مؤكدة، وإنما هو عل، وأما سيبويه فجعلهما حرفا واحدا غير مزيد، وحكى أبو زيد أن لغة عقيل لعل زيد منطلق، بكسر اللام، من لعل وجر زيد، قال كعب بن سويد الغنوي:
فقلت: ادع أخرى وارفع الصوت ثانيا، لعل أبي المغوار منك قريب وقال الأخفش: ذكر أبو عبيدة أنه سمع لام لعل مفتوحة في لغة من يجر بها في قول الشاعر:
لعل الله يمكنني عليها، جهارا من زهير أو أسيد وقوله تعالى: لعله يتذكر أو يخشى، قال سيبويه: والعلم قد أتى من وراء ما يكون ولكن اذهبا أنتما على رجائكما وطمعكما ومبلغكما من العلم وليس لهما أكثر من ذا ما لم يعلما، وقال ثعلب:
معناه كي يتذكر. أخبر محمد بن سلام عن يونس أنه سأله عن قوله تعالى:
فلعلك باخع نفسك ولعلك تارك بعض ما يوحى إليك، قال: معناه كأنك فاعل ذلك إن لم يؤمنوا، قال: ولعل لها مواضع في كلام العرب، ومن ذلك قوله: لعلكم تذكرون ولعلكم تتقون ولعله يتذكر، قال: معناه كي تتذكروا كي تتقوا، كقولك ابعث إلي بدابتك لعلي أركبها، بمعنى كي أركبها، وتقول: انطلق بنا لعلنا نتحدث أي كي نتحدث، قال ابن الأنباري: لعل تكون ترجيا، وتكون بمعنى كي على رأي الكوفيين، وينشدون:
(٤٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 ... » »»
الفهرست