لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٤١٤
أي أمرك الذي أنت فيه من طول السفر ومكابدة السير، ويروى: قد طال طيلك، وأنشد ابن بري:
أما تعرف الأطلال قد طال طيلها والطوال: مدى الدهر، يقال: لا آتيك طوال الدهر.
والطول والطائل والطائلة: الفضل والقدرة والغنى والسعة والعلو، قال أبو ذؤيب:
ويأشبني فيها الذين يلونها، ولو علموا لم يأشبوني بطائل وأنشد ثعلب في صفة ذئب:
وإن أغار فلم يحلل بطائلة، في ليلة من جمير ساور الفطما (* قوله وإن أغار إلخ سبق إنشاده في ترجمة جمر:
وإن أطاف ولم يظفر بطائلة * في ظلمة ابن جمير ساور الفطما) كذا أنشده جمير على لفظ التصغير، وقد تطول عليهم. وفي التنزيل العزيز: ومن لم يستطع منكم طولا (الآية)، قال الزجاج: معناه من لم يقدر منكم على مهر الحرة، قال: والطول القدرة على المهر.
وقوله عز وجل: ذي الطول لا إله إلا هو، أي ذي القدرة، وقيل:
الطول الغنى، والطول الفضل، يقال: لفلان على فلان طول أي فضل. ويقال: إنه ليتطول على الناس بفضله وخيره. والطول، بالفتح:
المن، يقال منه: طال عليه وتطول عليه إذا امتن عليه. وفي الحديث: اللهم بك أحاول وبك أطاول، مفاعلة من الطول، بالفتح، وهو الفضل والعلو على الأعداء، ومنه الحديث: تطاول عليهم الرب بفضله أي تطول، وهو من باب طارقت النعل في إطلاقها على الواحد، ومنه الحديث: قال لأزواجه أولكن لحوقا بي أطولكن يدا، فاجتمعن يتطاولن فطالتهن سودة فماتت زينب أولهن، أراد أمدكن يدا بالعطاء من الطول فظننه من الطول، وكانت زينب تعمل بيدها وتتصدق، قال أبو منصور: والتطول عند العرب محمود يوضع موضع المحاسن، والتطاول مذموم، وكذلك الاستطالة يوضعان موضع التكبر. ابن سيده: التطاول والاستطالة التفضل ورفع النفس، واشتقاق الطائل من الطول. ويقال للشئ الخسيس الدون: هو بطائل الذكر والأنثى في ذلك سواء، وأنشد:
لقد كلفوني خطة غير طائل الجوهري: هذا أمر لا طائل فيه إذا لم يكن فيه غناء ومزية، يقال ذلك في التذكير والتأنيث. ولم يحل منه بطائل: لا يتكلم به إلا في الجحد. وفي الحديث: أنه ذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل أي غير رفيع ولا نفيس، وأصل الطائل النفع والفائدة. وفي حديث ابن مسعود في قتل أبي جهل: ضربته بسيف غير طائل أي غير ماض ولا قاطع كأنه كان سيفا دونا بين السيوف. والطوائل: الأوتار والذحول، واحدتها طائلة، يقال: فلان يطلب بني فلان بطائلة أي بوتر كأن له فيهم ثأرا فهو يطلبه بدم قتيله. وبينهم طائلة أي عداوة وترة، وقول ذي الرمة يصف ناقته:
موارة الضبع مثل الحيد حاركها، كأنها طالة في دفها بلق قال: الطالة الأتان، قال أبو منصور: ولا أعرفه فلينظر في شعر ذي الرمة.
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»
الفهرست