لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٢٥٨
على المؤمنين أي جانبهم لين على المؤمنين ليس أنهم أذلاء مهانون، وقوله أعزة على الكافرين أي جانبهم غليظ على الكافرين. وقوله عز وجل:
وذللت قطوفها تذليلا، أي سويت عناقيدها وذليت، وقيل: هذا كقوله: قطوفها دانية، كلما أرادوا أن يقطفوا شيئا منها ذلل ذلك لهم فدنا منهم، قعودا كانوا أو مضطجعين أو قياما، قال أبو منصور:
وتذليل العذوق في الدنيا أنها إذا انشقت عنها كوافيرها التي تغطيها يعمد الآبر إليها فيسمحها وييسرها حتى يذللها خارجة من بين ظهران الجريد والسلاء، فيسهل قطافها عند ينعها، وقال الأصمعي في قول امرئ القيس:
وكشح لطيف كالجديل مخصر، وساق كأنبوب السقي المذلل قال: أراد ساقا كأنبوب بردي بين هذا النخل المذلل، قال:
وإذا كان أيام الثمرة ألح الناس على النخل بالسقي فهو حينئذ سقي، قال: وذلك أنعم للنخيل وأجود للثمرة. وقال أبو عبيدة: السقي الذي يسقيه الماء من غير أن يتكلف له السقي. قال شمر: وسألت ابن الأعرابي عن المذلل فقال: ذلل طريق الماء إليه، قال أبو منصور:
وقيل أراد بالسقي العنقر، وهو أصل البردي الرخص الأبيض، وهو كأصل القصب، وقال العجاج:
على خبندى قصب ممكور، كعنقرات الحائر المسكور وطريق مذلل إذا كان موطوءا سهلا. وذل الطريق: ما وطئ منه وسهل. وطريق ذليل من طرق ذلل، وقوله تعالى: فاسلكي سبل ربك ذللا، فسره ثعلب فقال: يكون الطريق ذليلا وتكون هي ذليلة، وقال الفراء: ذللا نعت السبل، يقال: سبيل ذلول وسبل ذلل، ويقال: إن الذلل من صفات النحل أي ذللت ليخرج الشراب من بطونها. وذلل الكرم: دليت عناقيده. قال أبو حنيفة: التدليل تسوية عناقيد الكرم وتدليتها، والتذليل أيضا أن يوضع العذق على الجريدة لتحمله، قال امرؤ القيس:
وساق كأنبوب السقي المذلل وفي الحديث: كم من عذق مذلل لأبي الدحداح، تذليل العذوق تقدم شرحه، وإن كانت العين (* قوله وإن كانت العين أي من واحد العذوق وهو عذق) مفتوحة فهي النخلة، وتذليلها تسهيل اجتناء ثمرتها وإدناؤها من قاطفها. وفي الحديث: تتركون المدينة على خير ما كانت عليه مذللة لا يغشاها إلا العوافي، أي ثمارها دانية سهلة التناول مخلاة غير محمية ولا ممنوعة على أحسن أحوالها، وقيل أراد أن المدينة تكون مخلاة أي خالية من السكان لا يغشاها إلا الوحوش.
وأمور الله جارية على أذلالها، وجارية أذلالها أي مجاريها وطرقها، واحدها ذل، قالت الخنساء:
لتجر المنية بعد الفتى ال - مغادر بالمحو أذلالها أي لتجر على أذلالها فلست آسى على شئ بعده. قال ابن بري: الأذلال المسالك. ودعه على أذلاله أي على حاله، لا واحد له. ويقال: أجر الأمور على أذلالها أي على أحوالها التي تصلح عليها وتسهل وتتيسر. الجوهري: وقولهم جاء على أذلاله أي على وجهه. وفي حديث عبد الله: ما من شئ من كتاب
(٢٥٨)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست