لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ٨
فما يعطي وما يمنع. والتألس: أن يكون يريد أن يعطي وهو يمنع. ويقال: إنه لمألوس العطية، وقد ألست عطيته إذا منعت من غير إياس منها، وأنشد:
وصرمت حبلك بالتألس وإلياس: اسم أعجمي، وقد سمت به العرب، وهو الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
* أمس: أمس: من ظروف الزمان مبني على الكسر إلا أن ينكر أو يعرف، وربما بني على الفتح، والنسبة إليه إمسي، على غير قياس. قال ابن جني:
امتنعوا من إظهار الحرف الذي يعرف به أمس حتى اضطروا بذلك إلى بنائه لتضمنه معناه، ولو أظهروا ذلك الحرف فقالوا مضى الأمس بما فيه لما كان خلفا ولا خطأ، فأما قول نصيب:
وإني وقفت اليوم والأمس قبله ببابك، حتى كادت الشمس تغرب فإن ابن الأعرابي قال: روي الأمس والأمس جرا ونصبا، فمن جره فعلى الباب فيه وجعل اللام مع الجر زائدة، واللام المعرفة له مرادة فيه وهو نائب عنها ومضمن لها، فكذلك قوله والأمس هذه اللام زائدة فيه، والمعرفة له مرادة فيه محذوفة عنه، يدل على ذلك بناؤه على الكسر وهو في موضع نصب، كما يكون مبنيا إذا لم تظهر اللام في لفظه، وأما من قال والأمس فإنه لم يضمنه معنى اللام فيبنيه، لكنه عرفه كما عرف اليوم بها، وليست هذه اللام في قول من قال والأمس فنصب هي تلك اللام التي في قول من قال والأمس فجر، تلك لا تظهر أبدا لأنها في تلك اللغة لم تستعمل مظهرة، ألا ترى أن من ينصب غير من يجر؟ فكل منهما لغة وقياسهما على ما نطق به منهما لا تداخل أختها ولا نسبة في ذلك بينها وبينها. الكسائي: العرب تقول: كلمتك أمس وأعجبني أمس يا هذا، وتقول في النكرة: أعجبني أمس وأمس آخر، فإذا أضفته أو نكرته أو أدخلت عليه الألف والسلام للتعريف أجريته بالإعراب، تقول: كان أمسنا طيبا ورأيت أمسنا المبارك ومررت بأمسنا المبارك، ويقال: مضى الأمس بما فيه، قال الفراء: ومن العرب من يخفض الأمس وإن أدخل عليه الألف واللام، كقوله:
وإني قعدت اليوم والأمس قبله وقال أبو سعيد: تقول جاءني أمس فإذا نسبت شيئا إليه كسرت الهمزة، قلت إمسي على غير قياس، قال العجاج:
وجف عنه العرق الإمسي وقال العجاج:
كأن إمسيا به من أمس، يصفر لليبس اصفرار الورس الجوهري: أمس اسم حرك آخره لالتقاء الساكنين، واختلفت العرب فيه فأكثرهم يبنيه على الكسر معرفة، ومنهم من يعربه معرفة، وكلهم يعربه إذا أدخل عليه الألف واللام أو صيره نكرة أو أضافه. غيره: ابن السكيت:
تقول ما رأيته مذ أمس، فإن لم تره يوما قبل ذلك قلت: ما رأيته مذ أول من أمس، فإن لم تره يومين قبل ذلك قلت: ما رأيته مذ أول من أول من أمس. قال ابن الأنباري: أدخل اللام والألف على أمس وتركه على كسره لأن أصل أمس عندنا من الإمساء فسمي الوقت بالأمر ولم يغير لفظه، من ذلك قول الفرزدق:
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة