لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ٢٣٥
ويحذركم الله نفسه، أي يحذركم إياه، وقوله تعالى: الله يتوفى الأنفس حين موتها، روي عن ابن عباس أنه قال: لكل إسنسان نفسان: إحداهما نفس العقل الذي يكون به التمييز، والأخرى نفس الروح الذي به الحياة. وقال أبو بكر بن الأنباري: من اللغويين من سوى النفس والروح وقال هما شئ واحد إلا أن النفس مؤنثة والروح مذكر، قال: وقال غيره الروح هو الذي به الحياة، والنفس هي التي بها العقل، فإذا نام النائم قبض الله نفسه ولم يقبض روحه، ولا يقبض الروح إلا عند الموت، قال: وسميت النفس نفسا لتولد النفس منها واتصاله بها، كما سموا الروح روحا لأن الروح موجود به، وقال الزجاج: لكل إنسان نفسان: إحداهما نفس التمييز وهي التي تفارقه إذا نام فلا يعقل بها يتوفاها الله كما قال الله تعالى، والأخرى نفس الحياة وإذا زالت زال معها النفس، والنائم يتنفس، قال: وهذا الفرق بين توفي نفس النائم في النوم وتوفي نفس الحي، قال: ونفس الحياة هي الروح وحركة الإنسان ونموه يكون به، والنفس الدم، وفي الحديث: ما ليس له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا مات فيه، وروي عن النخعي أنه قال: كل شئ له نفس سائلة فمات في الإناء فإنه ينجسه، أراد كل شئ له دم سائل، وفي النهاية عنه: كل شئ ليست له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا سقط فيه أي دم سائل.
والنفس: الجسد، قال أوس بن حجر يحرض عمرو بن هند على بني حنيفة وهم قتلة أبيه المنذر بن ماء السماء يوم عين أباغ ويزعم أن عمرو ابن (* قوله عمرو بن شمر كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس.) الحنفي قتله:
نبئت أن بني سحيم أدخلوا أبياتهم تامور نفس المنذر فلبئس ما كسب ابن عمرو رهطه شمر وكان بمسمع وبمنظر والتامور: الدم، أي حملوا دمه إلى أبياتهم ويروى بدل رهطه قومه ونفسه. اللحياني: العرب تقول رأيت نفسا واحدة فتؤنث وكذلك رأيت نفسين فإذا قالوا رأيت ثلاثة أنفس وأربعة أنفس ذكروا، وكذلك جميع العدد، قال: وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأنيث في الجمع، قال: حكي جميع ذلك عن الكسائي، وقال سيبويه: وقالوا ثلاثة أنفس يذكرونه لأن النفس عندهم إنسان فهم يريدون به الإمنسان، ألا ترى أنهم يقولون نفس واحد فلا يدخلون الهاء؟ قال: وزعم يونس عن رؤبة أنه قال ثلاث أنفس على تأنيث النفس كما تقول ثلاث أعين للعين من الناس، وكما قالوا ثلاث أشخص في النساء، وقال الحطيئة:
ثلاثة أنفس وثلاث ذود، لقد جار الزمان على عيالي وقوله تعالى: الذي خلقكم من نفس واحدة، يعي آدم، عليه السلام، وزوجها يعني حواء. ويقال: ما رأيت ثم نفسا أي ما رأيت أحدا. وقوله في الحديث: بعثت في نفس الساعة أي بعثت وقد حان قيامها وقرب إلا أن الله أخرها قليلا فبعثني في ذلك النفس، وأطلق النفس على القرب، وقيل: معناه أنه جعل للساعة نفسا كنفس الإنسان، أراد: إني بعثت في وقت قريب منها، أحس فيه بنفسها كما يحس بنفس الإنسان إذا قرب منه، يعني بعثت في وقت بانت أشراطها فيه وظهرت علاماتها، ويروى:
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة