في نسم الساعة، وسيأتي ذكره والمتنفس: ذو النفس. ونفس الشئ: ذاته، ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نزلت بنفس الجيل، ونفس الجبل مقابلي، ونفس الشئ عينه يؤكد به. يقال: رأيت فلانا نفسه، وجائني بنفسه، ورجل ذو نفس أي خلق وجلد، وثوب ذو نفس أي أكل وقوة. والنفس: العين. والنافس: العائن.
والمنفوس: المعيون. والنفوس: العيون الحسود المتعين لأموال الناس ليصيبها، وما أنفسه أي ما أشد عينه، هذه عن اللحياني. ويقال: أصابت فلانا نفس، ونفستك بنفس إذا أصبته بعين. وفي الحديث: نهى عن الرقية إلا في النملة والحمة والنفس، النفس: العين، هو حديث مرفوع إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن أنس. ومنه الحديث:
أنه مسح بطن رافع فألقى شحمة خضراء فقال: إنه كان فيها أنفس سبعة، يريد عيونهم، ومنه حديث ابن عباس: الكلاب من الجن فإن غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن فإن لهن أنفسا أي أعينا. ويقال:
نفس عليك فلان ينفس نفسا ونفاسة أي حسدك. ابن الأعرابي:
النفس العظمة والكبر والنفس العزة والنفس الهمة والنفس عين الشئ وكنهه وجوهره، والنفس الأنفة والنفس العين التي تصيب المعين.
والنفس: الفرج من الكرب. وفي الحديث: لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن، يريد أنه بها يفرج الكرب وينشئ السحاب وينشر الغيث ويذهب الجدب، وقيل: معناه أي مما يوسع بها على الناس، وفي الحديث:
أنه، صلى الله عليه وسلم، قال: أجد نفس ربكم من قبل اليمن، وفي رواية: أجد نفس الرحمن، يقال إنه عنى بذلك الأنصار لأن الله عز وجل نفس الكرب عن المؤمنين بهم، وهم يمانون لأنهم من الأزد، ونصرهم بهم وأيدهم برجالهم، وهو مستعار من نفس الهواء الذي يرده التنفس إلى الجوف فيبرد من حرارته ويعدلها، أو من نفس الريح الذي يتنسمه فيستروح إليه، أو من نفس الروضة وهو طيب روائحها فينفرج به عنه، وقيل: النفس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نفس ينفس تنفيسا ونفسا، كما يقال فرج يفرج تفريجا وفرجا، كأنه قال: اجد تنفيس ربكم من قبل اليمن، وإن الريح من تنفيس الرحمن بها عن المكروبين، والتفريج مصدر حقيقي، والفرج اسم يوضع موضع المصدر، وكذلك قوله: الريح من نفس الرحمن أي من تنفيس الله بها عن المكروبين وتفريجه عن الملهوفين. قال العتبي:
هجمت على واد خصيب وأهله مصفرة ألوانهم فسألتهم عن ذلك فقال شيخ منهم: ليس لنا ريح. والنفس: خروج الريح من الأنف والفم، والجمع أنفاس. وكل تروح بين شربتين نفس.
والتنفس: استمداد النفس، وقد تنفس الرجل وتنفس الصعداء، وكل ذي رئة متنفس، ودواب الماء لا رئات لها. والنفس أيضا: الجرعة، يقال: أكرع في الإناء نفسا أو نفسين أي جرعة أو جرعتين ولا تزد عليه، والجمع أنفاس مثل سبب وأسباب، قال جرجر:
تعلل، وهي ساغبة، بنيها بأنفاس من الشبم القراح وفي الحديث: نهى عن التنفس في الإناء. وفي حديث آخر: أنه كان يتنفس في الإناء ثلاثا يعني في