شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ١ - الصفحة ٢٠٠
فقيل: زعيفران وعقيربان وأفيعيان وفي صليان (1) صليليان، وكان القياس أن يقال في أسطوانة أسيطيانة، لكنه حذف الواو فيها شاذا، فصارت الألف رابعة فقيل:
أسيطينة، كثعيمين، وكذا قيل في الجمع أساطين، كذا قياس إنسان أن يصغر على أنيسين كسريحين لكنه لما زيد ياء قبل الألف شاذا في الأصح كما يجئ في ذي الزيادة صارت الألف خامسة كما في أفعوان وعقربان وإن كانت الألف فوق الخامسة: فإن كان في جملة الأحرف المتقدمة عليها ما يلزمه حذف بحيث تصير الألف بعد حذفه خامسة بقيت بحالها لأنها تصير إذن كما في عقربان، وذلك كما تقول في عبوثران (2) عبيثران، لان الواو زائدة، وإن لم يكن كذلك حذفت الألف والنون كما تقول في قرعبلانة (3) قريعبة لأنك تحذف الأصلي قبلهما فكيف تخليهما؟

(1) الصليان نبت له سنمة عظيمة كأنها رأس القصبة إذا خرجت أذنابها تجذبها الإبل والعرب تسميه خبزة الإبل، واختلف علماء اللغة في وزنه فمنهم من قال إنه على وزن فعلان بكسر الفاء والعين المشددة -، وقال بعضهم: هو فعليان - بكسر الفاء واللام وسكون العين - (2) قال في اللسان: " العبوثران والعبيثران: نبات كالقيصوم في الغبرة، إلا أنه طيب للاكل، له قضبان دقاق طيب الريح، وتفتح الثاء فيهما وتضم أربع لغات " اه‍ (3) القرعبلانة: دويبة عريضة محبنطئة عظيمة البطن. قال ابن سيده: وهو مما فات الكتاب من الأبنية، إلا أن ابن جنى قد قال: كأنه قرعبل ولا اعتداد بالألف والنون بعدها، على أن هذه اللفة لم تسمع إلا في كتاب العين. قال الجوهري: أصل القرعبلانة قرعبل فزيدت فيه ثلاثة حروف لان الاسم لا يكون على أكثر من خمسة أحرف وتصغيره قريعبة. قال الأزهري: ما زاد على قرعبل فهو فضل ليس من حروفهم الأصلية. قال: ولم يأت اسم في كلام العرب زائدا على خمسة أحرف إلا بزيادات ليس من أصلها أو وصل بحكاية كقولهم فتفتحه طورا وطورا تجيفه * فتسمع في الحالين منه جلن بلق حكى صوت باب ضخم في حالتي فتحه وإسفاقه وهما حكايتان متباينتان جلن على حدة وبلق على حدة، إلا أنهما التزقا في اللفظ فظن غير المميز أنهما كلمة واحدة " اه‍
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست