الصحاح - الجوهري - ج ٢ - الصفحة ٥٧٥
إذا ذكرته عن غيرك. ومنه قيل: حديث مأثور، أي ينقله خلف عن سلف. قال الأعشى:
إن الذي فيه تماريتما * بين للسامع والآثر - ويروى: " بين ".
وفى حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع عمر رضي الله عنه يحلف بأبيه، فنهاه عن ذلك، قال عمر: " فما حلفت به ذاكرا ولا آثرا " أي مخبرا عن غيري أنه حلف به. يقول: لا أقول إن فلانا قال: وأبى لا أفعل كذا وكذا. وقوله ذاكرا ليس هو من الذكر بعد النسيان، إنما يعنى متكلما به، كقولك: ذكرت لفلان حديث وكذا وكذا.
والأثر بالضم: أثر الجراح يبقى بعد البرء، وقد يثقل مثل عسر وعسر. قال الشاعر:
* بيض مفارقها باق بها الأثر (1) * وفى الناس من يحمل هذا على الفرند والإثرة أيضا: أن يسحى باطن خف البعير بحديدة ليقتص أثره. تقول منه: أثرت البعير فهو مأثور، وتلك الحديدة مئثرة وتؤثور أيضا على تفعول بالضم.
وأما ميثرة السرج فغير مهموز والأثر بالكسر أيضا: خلاصة السمن.
وتقول أيضا: خرجت في إثره، أي في أثره.
والأثر بالتحريك: ما بقى من رسم الشئ وضربة السيف.
وسنن النبي صلى الله عليه وسلم: آثاره.
واستأثر فلان بالشئ، أي استبد به، والاسم الأثرة بالتحريك. واستأثر الله بفلان، إذا مات ورجى له الغفران.
وحكى ابن السكيت: رجل أثر على فعل بضم العين، إذا كان يستأثر على أصحابه، أي يختار لنفسه أفعالا وأخلاقا حسنة.
والمأثرة بفتح الثاء وضمها: المكرمة، لأنها تؤثر، أي تذكر ويأثرها قرن عن قرن يتحدثون بها.
وآثرت فلانا على نفسي، من الايثار.
وقولهم: أفعل هذا آثرا ما، وأثر ذي أثير، أي أول كل شئ. قال عروة بن الورد:
وقالوا ما تشاء فقلت ألهو * إلى الاصباح آثر ذي أثير - وفلان أثيري، أي خلصاني.

(1) في اللسان:
* عضب مضاربها باق بها الأثر * وهو الصحيح. وصدره:
* كأنهم أسيف بيض يمانية *
(٥٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 ... » »»
الفهرست