بالليل وهما هابطان من الجبل، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لكما قالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها. قال: فما قال لكما قالتا: كلمة تملأ الفم. ثم ذكر خروجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسليمه عليه، وأنه أول من حياه بتحية الاسلام، وقال ذهبت لأقبل بين عينيه، فقدعني عنه صاحبه.
حدثنيه أبى حدثنيه علي بن محمد عن أبي ظفر البصري عبد السلام ابن مطهر عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال العدوي عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر.
قوله: انطلق فراث، يعني: أبطأ، يقال: راث علينا خبركم ريثا. ومن الأمثال: " رب عجلة تهب ريثا ". يراد أن المستعجل غير المتأني ولا المتثبت ربما ألقاه استعجاله في بطء.
وقوله: وضعت قوله على أقراء الشعر، يريد: أنواعه وطرقه، واحدها:
قري، يقال: هذا الشعر على قري هذا.
وقله: شنفوا له، أي: أبغضوه، والشنف: الشانى المبغض، يقال: شنفت لفلان شنفا.
وقوله: فتضعفت رجلا، أي: استضعفته. وقد تدخل " استفعلت " على بعض حروف " تفعلت "، ونحو: تعظم واستعظم، وتكبر واستكبر، وتيقن واستيقن، وتثبت في الأمر واستثبت.
وقوله: كأني نصب أحمر. والنصب: صنم أو حجر كانت الجاهلية تنصبه وتذبح عنده، فيحمر للدم. يريد: أنهم أدموه.
قال: وحدثني أبو حاتم عن أبي عبيدة أنه قال في قول الله عز وجل:
كأنهم إلى نصب يوفضون، بفتح النون إلى علم، ومن قال: إلى نصب، فهو جماعة مثل: رهن ورهن. وقال أبو عبيدة في قول الله جل وعز: وما ذبح على النصب واحد الأنصاب. قال: وهي قراءة أبى عمرو. مفتوحة الأولى ساكنة الثاني. وقال لي أبو حاتم: غلط أبو عبيدة ولكنه يقال للشئ تنصبه: نصب، ونصب، ونصب. وليس نصب جمعا لنصب.