تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٤٨
صدور طلب آخر مولوي من الشارع، بل إنما توجب تأكد الطلب الابتدائي، وصدور طلب إرشادي كاشف عن الاهتمام في شأن ذلك الواجب، فكذلك المزية المفروضة فيما نحن فيه.
والحاصل: أن الحال فيما نحن فيه نظير الحال في الواجبين المتزاحمين اللذين أحدهما أهم من الآخر، لكن لم يبلغ الاهتمام فيه إلى حد التعيين، بل أوجبت المزية الموجودة فيه مجرد رجحان فعله بالنسبة إلى الآخر واختياره عليه، لا وجوب تقديمه عليه.
هذا كله في الواجبات التخييرية الشرعية.
وأما الواجبات التخييرية عقلا التي دلت الأدلة على استحبابها، فلا بد فيها من حمل ذلك الطلب المستفاد من تلك الأدلة على الإرشادي الكاشف عن أرجحية ذلك الفرد بالنسبة إلى سائر أفراد المأمور به، لكن المزية الموجودة فيه ليست مؤكدة لطلب آخر، لعدم تعلق الطلب بخصوص الأفراد أصلا، بل يتوجه لأرجحية ذلك الفرد في وقوعه امتثالا عن ذلك الفرد المتعلق بأصل الطبيعة المأمور بها بالإضافة إلى سائر أفرادها. هذا.
ومنها: تداخل الأغسال الواجبة والمندوبة، ووجه الاستدلال به أيضا نظير ما مر، وكذا الجواب عنه، فإن ذلك لو كان من مقولة اجتماع الأمر والنهي، فمن يمنع منه عقلا لا بد أن يؤول تلك الموارد إلى شيء آخر، لعدم معارضة بين القطع والظاهر بوجه.
والتحقيق في الجواب: أن تداخل الأغسال الواجبة والمندوبة على تقدير ثبوته شرعا ليس من مقولة اجتماع الوجوب والاستحباب على النحو الذي هو محل النزاع في المقام في شيء أصلا، فإنا إن بنينا على كون كله غسل حقيقة مغايرة للآخر - كما لعله الظاهر من الأدلة - أو أن الغسل حقيقة واحدة غير متكثرة بالوجوب والاستحباب أو بتكثر الأسباب واختلافها، مع اعتبار الإيجاد
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377