تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٤٥
اللهم إلا أن يقال: إن أرجحية الترك ليست مسببة عن قوة المفسدة، بل هي أضعف من تلك المصلحة، لكنه قد وجد هناك عنوان آخر متحد مع ترك تلك العبادة، وأوجد لأجل الاتحاد مصلحة ناقصة في ترك العبادة، فتلك المصلحة الناقصة مع تلك المفسدة الناقصة الآتية من قبل العنوان الآخر بأجمعهما أقوى من مصلحة فعل تلك العبادة، مع كون كل واحدة منهما وحدها أضعف منهما، فيصح بقاء الأمر بالعبادة، لعدم جهة غالبة على جهتها، إذ العبرة في استتباع الحكم للجهة الغالبة على الجهة الغالبة بنفسها، لا الغالبة بسبب انضمامها إلى جهة أخرى موافقة لها.
والحاصل: أن الحكم الفعلي يستتبع الجهة الواحدة لا المتعددة، وإذا كانت جهة العبادة أقوى من كل واحدة من تينك الجهتين فالحكم يستتبع تلك دون شيء منهما أو كليهما، وأرجحية تركها الحاصلة من انضمام الجهتين إنما أوجبت مجرد النهي الإرشادي عنها، دون الشرعي، فتأمل.
ومنها: الواجبات التخييرية الشرعية والعقلية المجتمعة مع الاستحباب العيني، ووجه الاستدلال بها ما مر في العبادات المكروهة.
ويتجه على الاحتجاج بها أيضا ما أوردناه على الاحتجاج بتلك من أن هذا استدلال بالظواهر في المسألة العقلية.
هذا مضافا إلى أن الثابت في تلك الأمثلة ليس الاستحباب المصطلح جدا، حيث إنه ملازم لجواز ترك مورده لا إلى بدل، وهذا متعذر فيها لكون المستحب بعض أفراد الواجب، فلا يجوز تركه على الإطلاق، بل إنما يجوز تركه إلى بدل من سائر أفراد الواجب، وما يكون كذلك لا يعقل أن يثبت له الاستحباب المصطلح الذي [هو] ملازم لجواز الترك مطلقا، وإلا لزم التناقض بين الحكم وبين موضوعه كما لا يخفى.
نعم ربما أمكن أن يقال: إن ذلك الفرد من الواجب الذي ادعي
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377