في المهاوي، والضلال في المغاوي، ولا يعين على نفسه الغواة بتعسف في حق، أو تحريف في نطق، أو تخوف من صدق.
فأفق أيها السامع من سكرتك، واستيقظ من غفلتك، واختصر من عجلتك.
وأنعم الفكر فيما جاءك على لسان النبي الامي (صلى الله عليه وآله) مما لا بد منه، ولا محيص عنه.
وخالف من خالف ذلك إلى غيره، ودعه وما رضي لنفسه. وضع فخرك واحطط كبرك، واذكر قبرك؛ فإن عليه ممرك، وكما تدين تدان. وكما تزرع تحصد. وما قدمت اليوم تقدم عليه غدا؛ فامهد لقدمك، وقدم ليومك. فالحذر الحذر أيها المستمع! والجد الجد أيها الغافل! ﴿ولا ينبئك مثل خبير﴾ (1) (2).
4 / 6 المبادرة بالعمل الصالح 5620 - الإمام علي (عليه السلام): فاتقوا الله عباد الله، وبادروا آجالكم بأعمالكم، وابتاعوا ما يبقى لكم بما يزول عنكم، وترحلوا فقد جد بكم (3)، واستعدوا للموت فقد أظلكم، وكونوا قوما صيح بهم فانتبهوا، وعلموا أن الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا؛ فإن الله سبحانه لم يخلقكم عبثا، ولم يترككم سدى، وما بين أحدكم وبين الجنة أو النار إلا الموت أن ينزل به. وإن غاية تنقصها اللحظة، وتهدمها الساعة لجديرة بقصر المدة، وإن غائبا يحدوه الجديدان؛ الليل والنهار لحري