أدرج في أكفانه مبلسا (١)، وجذب منقادا سلسا. ثم القي على الأعواد رجيع وصب (٢)، ونضو (٣) سقم، تحمله حفدة الولدان، وحشدة الإخوان، إلى دار غربته، ومنقطع زورته، ومفرد وحشته. حتى إذا انصرف المشيع، ورجع المتفجع؛ اقعد في حفرته، نجيا لبهتة السؤال، وعثرة الامتحان. وأعظم ما هنالك بلية نزول الحميم، وتصلية الجحيم، وفورات السعير، وسورات (٤) الزفير. لا فترة مريحة، ولا دعة مزيحة، ولا قوة حاجزة، ولا موتة ناجزة، ولا سنة مسلية بين أطوار الموتات وعذاب الساعات، إنا بالله عائذون!
عباد الله! أين الذين عمروا فنعموا، وعلموا ففهموا، وانظروا فلهوا وسلموا فنسوا!. أمهلوا طويلا، ومنحوا جميلا، وحذروا أليما، ووعدوا جسيما. احذروا الذنوب المورطة، والعيوب المسخطة.
اولي الأبصار والأسماع، والعافية والمتاع! هل من مناص أو خلاص، أو معاذ أو ملاذ، أو فرار أو محار (٥) أم لا؟ ﴿فأنى تؤفكون﴾ (6)! أم أين تصرفون! أم بماذا تغترون! وإنما حظ أحدكم من الأرض ذات الطول والعرض قيد (7) قده، متعفرا