موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١٠ - الصفحة ١٦٣
الباب الثاني خلق الملائكة ٥٣٥٥ - الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الملائكة (عليهم السلام) -: ثم خلق سبحانه لإسكان سماواته، وعمارة الصفيح الأعلى من ملكوته خلقا بديعا من ملائكته، وملأ بهم فروج فجاجها، وحشى بهم فتوق أجوائها. وبين فجوات تلك الفروج زجل (١) المسبحين منهم في حظائر القدس وسترات الحجب وسرادقات (٢) المجد. ووراء ذلك الرجيج (٣) الذي تستك منه الأسماع سبحات نور تردع الأبصار عن بلوغها، فتقف خاسئة على حدودها، وأنشأهم على صور مختلفات وأقدار متفاوتات.
﴿أولى أجنحة﴾ (4) تسبح جلال عزته لا ينتحلون ما ظهر في الخلق من صنعه، ولا يدعون أنهم يخلقون شيئا معه مما انفرد به. (بل عباد مكرمون * لا يسبقونه وبالقول

(١) زجل: صوت رفيع عال (النهاية: ٢ / ٢٩٧).
(٢) السرادق: وهو كل ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء (النهاية: ٢ / ٣٥٩).
(٣) الرج: الحركة الشديدة (النهاية: ٢ / ١٩٧).
(٤) فاطر: ١.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 163 164 165 166 167 169 ... » »»
الفهرست