رهينته، أنكر ما زين، واستعظم ما هون، وحذر ما أمن.
أم هذا الذي أنشأه في ظلمات الأرحام، وشغف (1) الأستار، نطفة دهاقا (2)، وعلقة محاقا، وجنينا وراضعا، ووليدا ويافعا. ثم منحه قلبا حافظا، ولسانا لافظا، وبصرا لاحظا؛ ليفهم معتبرا، ويقصر مزدجرا. حتى إذا قام اعتداله، واستوى مثاله؛ نفر مستكبرا، وخبط سادرا (3)، ماتحا في غرب (4) هواه، كادحا سعيا لدنياه، في لذات طربه، وبدوات أربه (5)، ثم لا يحتسب رزية، ولا يخشع تقية. فمات في فتنته غريرا (6)، وعاش في هفوته يسيرا. لم يفد عوضا، ولم يقض مفترضا. دهمته فجعات المنية في غبر (7) جماحه، وسنن مراحه، فظل سادرا، وبات ساهرا، في غمرات الآلام، وطوارق الأوجاع والأسقام، بين أخ شقيق، ووالد شفيق، وداعية بالويل جزعا، ولادمة (8) للصدر قلقا. والمرء في سكرة ملهثة، وغمرة (9) كارثة، وأنة موجعة، وجذبة مكربة، وسوقة متعبة. ثم