3810 - تاريخ دمشق عن الحارث بن مالك: أتيت مكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت: هل سمعت لعلي (عليه السلام) منقبة؟
قال: قد شهدت له أربعا، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح (عليه السلام):
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث أبا بكر ب " براءة " إلى مشركي قريش، فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعلي (عليه السلام): " اتبع أبا بكر فخذها فبلغها، ورد علي أبا بكر " فرجع أبو بكر، فقال: يا رسول الله، أنزل بي شيء؟ قال (صلى الله عليه وآله): لا، إلا خير، إلا أنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني - أو قال: من أهل بيتي -.
قال: فكنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) في المسجد، فنودي فينا ليلا: ليخرج من المسجد إلا آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وآل علي (عليه السلام)، قال: فخرجنا نجر نعالنا، فلما أصبحنا أتى العباس النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، أخرجت أعمامك وأصحابك وأسكنت هذا الغلام؟!
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام، إن الله هو أمر به.
قال: والثالثة: أن نبي الله (صلى الله عليه وآله) بعث عمر (1) وسعدا إلى خيبر، فخرج سعد ورجع عمر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله - في ثناء كثير أخشى أن أخطئ بعضه - فدعا عليا (عليه السلام)، فقالوا له: إنه أرمد، فجيء به يقاد، فقال (صلى الله عليه وآله) له: افتح عينيك، فقال (عليه السلام): لا أستطيع. قال: فتفل في عينيه من ريقه، ودلكها بإبهامه، وأعطاه الراية.