بالمدينة فقال: أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادخرتم الخير من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحق نهجه، لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام، وأضاء لكم الإسلام، فأكلتم رغدا (1)، وما عال فيكم عائل، ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد....
رويدا، عما قليل تحصدون جميع ما زرعتم، وتجدون وخيم (2) ما اجترمتم وما اجتلبتم.
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لقد علمتم أني صاحبكم والذي به أمرتم، وأني عالمكم والذي بعلمه نجاتكم، ووصي نبيكم، وخيرة ربكم، ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويدا ينزل بكم ما وعدتم، وما نزل بالأمم قبلكم، وسيسألكم الله عزوجل عن أئمتكم، معهم تحشرون، وإلى الله عزوجل غدا تصيرون.
أما والله لو كان لي عدة أصحاب طالوت، أو عدة أهل بدر وهم أعداؤكم، لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق، وتنيبوا للصدق، فكان أرتق للفتق (3)، وآخذ بالرفق، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين.
قال: ثم خرج من المسجد فمر بصيرة (4) فيها نحو من ثلاثين شاة، فقال: