يصر بنا وبهم الأمر صرير الجندب (1)، ونمد أكفا إلى المجد لا نقبضها أو نبلغ المدى، وإن تكن الأخرى فلا لقلة في العدد، ولا لوهن في الأيدي، والله لولا أن الإسلام قيد الفتك لتدكدكت جنادل صخر، يسمع اصطكاكها من محل الأبيل (2).
قال: فحل أمير المؤمنين (عليه السلام) حبوته (3)، وجثا على ركبتيه - وكذا كان يفعل إذا تكلم - فقال (عليه السلام): الحلم زين، والتقوى دين، والحجة محمد (صلى الله عليه وآله)، والطريق الصراط.
أيها الناس، رحمكم الله، شقوا متلاطمات أمواج الفتن بحيازيم (4) سفن النجاة، وعرجوا عن سبيل المنافرة، وحطوا تيجان المفاخرة. أفلح من نهض بجناح، أو استسلم فأراح. ماء آجن (5)، ولقمة يغص بها آكلها، ومجتني الثمرة في غير وقتها كالزارع في غير أرضه، والله لو أقول لتداخلت أضلاع كتداخل أسنان دوارة الراحي، وإن أسكت يقولوا: جزع ابن أبي طالب من الموت.
هيهات! بعد اللتيا والتي، والله لعلي آنس بالموت من الطفل بثدي أمه، لكني اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية (6) في الطوي (7) البعيدة.