فلقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من بغض أهل البيت فقد روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار)، وقال صلى الله عليه وسلم، لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله وهو مبغض لآل محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار).
هذا وتمثلي وكتب السيرة الشريفة بالأمثلة التي لا تعد ولا تحصى على محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل البيت ويدهي ان نفس النبي الزكية التي وسعت الرحمة للقريب والبعيد، انما كانت أكثر رحمة وعطفا على أهل بيته واعز الناس عليه، وخاصة فاطمة البتول، البقية الباقية من أبنائه وبناته فلقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا، فاخر بيت يخرج منه بيت فاطمة وإذا رجع من سفره فأول بيت يدخله بيتها يجلس فيه ويضع الحسن على فخذه الأيمن، والحسين على فخذه الأيسر، يقبل هذه مرة، وذاك مرد ويجلس عليا وفاطمة بين يديه، كما كان من عادته صلى الله عليه وسلم ان بيت عندهم حينا بعد حين، ويتولى خدمة الأطفال بنفسه وأبواهما قاعدان وقد روى أن الحسين قد ركب على ظهر جده النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد في الصلاة فرفعه النبي صلى الله عليه وسلم رفعا خفيفا، ولما فرغ من الصلاة وضعه في حجره، فكان يدخل أصابعه في لحيته والنبي صلى الله عليه وسلم يضمه ويقبله ويقول: (اللهم إني أحبه فأحبه)، وسار النبي صلى الله عليه وسلم مرة وهو يحمل الحسين، فقابله رجل فقال: نعم المركب ركبت يا غلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ونعم الراكب هو) وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما من بيت عائشة قمر ببيت فاطمة فسمع الحسين يبكي فمس بكاؤه شفاف قلبه صلى الله عليه وسلم فهرع إلى فاطمة وقال لها: ألم تعلمني ان بكاءه يؤذيني وفي ذات يوم بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ويعظ المسلمين في مسجده الشريف، جاء الحسن والحسين إلى جدهما، وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فلم يتمالك النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، وترك الوعظ ونزل إليهما فأخذهما وعاد إلى المنبر، وهو يضمهما ويشمهما ثم وضعهما في حجره، وقال صدق الله العظيم: (انما أموالكم وأولادكم فتنة).
وهكذا كان من البدهي ان يكون حب أهل البيت كما يقول الأستاذ حسين يوسف، جزاء لا يتجزأ من الحب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الحب لله تعالى ولا