ومع ذلك فلم يكن (علي) أول من طمح في الزواج من (فاطمة)، بعد تهيب وتردد. وفقد تسامى إلى ذلك الشرف قبله، صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر، على ما روي البلاذري في (أنساب الأشراف) فردهما أبوها ردا كريما 2 - بيت الزهراء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الزهراء ويحنو عليها حنوا كبيرا، وما يكاد يطيق فراقها فلما زفت إلى الإمام علي، وتحولت إلى بيته، لم تمض سوى أيام معدودة، حتى ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزهراء فقال لها: اني أريد ان أحولك إلي، فقالت:
فكلم حارثة بن النعمان ان يتحول عني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تحول حارثة ابن النعمان عنا حتى استحييت منه، فبلغ ذلك حارثة، وجاء النبي فقال: يا رسول الله انه بلغني انك تحول فاطمة إليك، وهذه منازلي، وهي أسبق بيوت بني النجار إليك، وانما انا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول الله، للمال الذي تأخذ مني أحب إلي من المال الذي تدع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت، بارك الله عليك، فحولها رسول الله إلى بيت حارثة، وهكذا اتخذ النبي صلى الله وسلم للزهراء والامام بيتا وسط بيوته وكانا يسكنانه كل أيام علي وفاطمة، ثم كل أيام الإمام علي في المدينة، ثم سكنه من بعده أولاده وأحفاده إلى أيام عبد الملك بن مروان، فاغتاظ من وجوده وأراد هدمه بحجة توسع المسجد، وكان يسكنه الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فطلبوا منه ان يخرج فرفض وقال لا اخرج ولا أمكن من هدمه فضرب بالسياط، وأخرج قهرا وهدم الدار وزيد في المسجد هذا ويذهب السمهودي في (وفاء الوفا باخبار دار المصطفى) إلى أن بيت فاطمة، رضي الله عنها انما هو في الزور الذي القبر، بينه وبين بيت النبي صلى الله عليه وسلم خوخة، وكانت فيه كوة أي بيت عائشة رضي الله عنها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام اطلع من الكوة إلى فاطمة فعلم خبرهم، وان فاطمة، رضي الله عنها، قالت لعلي يوما ان ابني أمسيا عليلين، فلو نظرت لنا إدما نستصبح به، فخرج علي إلى السوق فاشترى لهم إدما، وجاء به إلى فاطمة فاستصبحت به فأبصرت عائشة