يعقل ان يرغم زاعم انه يحب الله تعالى ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم وهو في نفس الوقت لا يكن لأهل البيت الشريف الذين هم منه صلى الله عليه وسلم منهم نفس الحب ونفس الاجلال والتقدير والتعظيم، ولهذا فقد كان حب أهل البيت دلالة على سلامة العقيدة وصدق الايمان بالله ورسوله، كما أن كراهية أهل البيت دلالة قاطعة على فساد العقيدة ومرض القلب، والبعد عن الله ورسوله ويؤكد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني بقوله الشريف، فيما يروى ابن عساكر من حديث ابن عمر:
لا يحب أهل البيت الا مؤمن، ولا يبغضهم الا منافق)، وليس من شك في أن من هذا الحديث الشريف بشرى من سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وشهادة منه صلى الله عليه وسلم بالايمان لمحبي أهل البيت، وفيه في نفس الوقت حكم قاطع بالنفاق على مبغضيهم، فهم المحجوبون بظلمات بعضها فوق بعض، المحرمون من هداية الله ونوره (ومن لم يجعل الله له نورا)، فما له من نور) وقد كتب الله عليهم الشقاوة، وجعلهم من أصحاب الجحيم، فلقد روى الحاكم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: (لا يبغضنا أهل البيت أحد، إلا أدخله الله النار).
ويزيد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بياتا ووضوحا، فقال، محذرا من إيذاء أهل البيت أو ظلمهم أو الاستخفاف بحقهم حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب، ولم يجازه عليها، فانا أجازيه عليها غدا، لقيني يوم القيامة)، ثم يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدا قاطعا صلة الايمان بحب أهل البيت الطاهرين المطهرين فيقول كما جاء في نور الابصار في مناقب آل بيت النبي المختار، (والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ورسوله)، فضلا عن أن حب أهل البيت انما هو السبيل لرعاية الله تعالى لصاحبه، والكفيل بحفظه في الدين والدنيا، وثباته يوم الدين على الصراط، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي يقول صلى الله عليه وسلم (ثلاث من حفظهن حفظ الله له دينه ودنياه، ومن ضيعهن لم يحفظ الله له شيئا، حرمة الاسلام وحرمتي وحرمة رحمي وقال صلى الله عليه وسلم: أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي)، وقال صلى الله عليه وسلم (شفاعتي لامتي من أحب أهل بيتي).