السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٥٩
يعقل ان يرغم زاعم انه يحب الله تعالى ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم وهو في نفس الوقت لا يكن لأهل البيت الشريف الذين هم منه صلى الله عليه وسلم منهم نفس الحب ونفس الاجلال والتقدير والتعظيم، ولهذا فقد كان حب أهل البيت دلالة على سلامة العقيدة وصدق الايمان بالله ورسوله، كما أن كراهية أهل البيت دلالة قاطعة على فساد العقيدة ومرض القلب، والبعد عن الله ورسوله ويؤكد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني بقوله الشريف، فيما يروى ابن عساكر من حديث ابن عمر:
لا يحب أهل البيت الا مؤمن، ولا يبغضهم الا منافق)، وليس من شك في أن من هذا الحديث الشريف بشرى من سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وشهادة منه صلى الله عليه وسلم بالايمان لمحبي أهل البيت، وفيه في نفس الوقت حكم قاطع بالنفاق على مبغضيهم، فهم المحجوبون بظلمات بعضها فوق بعض، المحرمون من هداية الله ونوره (ومن لم يجعل الله له نورا)، فما له من نور) وقد كتب الله عليهم الشقاوة، وجعلهم من أصحاب الجحيم، فلقد روى الحاكم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: (لا يبغضنا أهل البيت أحد، إلا أدخله الله النار).
ويزيد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بياتا ووضوحا، فقال، محذرا من إيذاء أهل البيت أو ظلمهم أو الاستخفاف بحقهم حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب، ولم يجازه عليها، فانا أجازيه عليها غدا، لقيني يوم القيامة)، ثم يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدا قاطعا صلة الايمان بحب أهل البيت الطاهرين المطهرين فيقول كما جاء في نور الابصار في مناقب آل بيت النبي المختار، (والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ورسوله)، فضلا عن أن حب أهل البيت انما هو السبيل لرعاية الله تعالى لصاحبه، والكفيل بحفظه في الدين والدنيا، وثباته يوم الدين على الصراط، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي يقول صلى الله عليه وسلم (ثلاث من حفظهن حفظ الله له دينه ودنياه، ومن ضيعهن لم يحفظ الله له شيئا، حرمة الاسلام وحرمتي وحرمة رحمي وقال صلى الله عليه وسلم: أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي)، وقال صلى الله عليه وسلم (شفاعتي لامتي من أحب أهل بيتي).
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172