رأي اقتنعت به، ورأته صوابا، وكان رأيها الذي لا تحيد عنه ان عليا أحق بالخلافة من غيره ومن هنا ذهب البعض إلى أن الامام توقف عن البيعة للصديق مجاملة للزهراء، فلما انتقلت إلى جوار ربها، راضية مرضيا عنها، بايع الامام الصديق، وذهب آخرون ان تلك البيعة لم تكن الأولى، انما كانت تجديدا لها، غير أن ما قاله الامام للصديق تدل على انها الأولى، حيث استدعاه في بيته وحوله بنو هاشم ثم قال له (يا أبا بكر انه لم يمنعنا ان نبايعك انكارا لفضلك، ولا نفاسة عليك لخير ساقه الله إليك، ولكنا كنا نرى ان لنا في هذا الامر حقا اخذ تموه)، وهكذا بايع الامام الصديق، وفاءت نفسه إلى الرضا، خاصة وقد سار أبو بكر في خلافته تلك السيرة الراشدة وقام في المسلمين هذا المقام المحمود، متأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم متبعا هديه، مقتفيا اثره، ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم كان ميراث الزهراء في الرسول صلى الله عليه وسلم يتضمن ميراثها فيما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فدك التي نحلها إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نصيبها في سهم ذوي القربى، اما الميراث فلقد طلبت الزهراء ميراثها من أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فروى أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة واني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها) وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت من يرثك، قال: أهلي وولدي، قالت فما لي لا ارث أبي، فقال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا نورث، ولكني أعول من كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعوله، وأنفق على من كان رسول صلي الله عليه وسلم ينفق عليه). وروى البلاذري في فتوح البلدان بسنده عن أم هانئ، ان فاطمة بنت رسول الله صلى لله عليه وسلم أتت أبا بكر، رضي الله عنه فقالت، (من يرثك إذا مت، قال: ولدي وأهلي، قالت: فما بالت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم دوننا، فقال: يا بنت رسول الله، والله ما ورثت أباك ذهبا ولا فضة ولا كذا ولا وكذا فقالت: سهمنا بخيبر،