السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٦٠
وهكذا أكثر السلف الصالح من محبة أهل البيت وتوفيرهم، ففي البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته، والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من قرابتي)، وروي البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عائشة رضي الله عنها عن أبي بكر الصديق انه قال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى أن أصل من قرابتي)، وهكذا كان لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الخليفة الأول من التعظيم والاكبار ما لم يكن لاحد غيرهم، فالصديق يقسم بالله، وهو صادق، ان قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من قرابته، وان يحب ان يصلهم أكثر مما يصل قرابته.
وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤثرهم على جميع المسلمين، بل على أقربائه الاذنين ومن أقواله في قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة واخرج الدارقطني عن ابن الخطاب انه قال: تجبوا إلى الاشراف وتوددوا، واتقوا على أعراضكم من السفلة، واعملوا انه لا يتم شرف الا بولاية علي بن أبي طالب)، وفي رواية: (أيها الناس ان الفضل والشرف والمنزلة، الولاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذريته فلا تذهبن بكم الأباطيل) وروى الحاكم في المستدرك عن عمر رضي الله عنه انه دخل على فاطمة، رضي الله عنها، فقال: (يا فاطمة، والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، والله ما كان أحد من الناس بعد أبيك صل الله عليه وسلم أحب إلى منك).
وفي فتح مكة، وقد اتي العباس - عم النبي صلى الله عليه وسلم - بابي سفيان بن حرب، ليسلم قبل ان تدخل جيوش الاسلام مكة، فما ان رآه الفاروق عمر حتى قال: أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ثم أسرع العباس بابي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحق بهما الفاروق فقال: يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني اضرب عنقه، فقال العباس:
يا رسول الله اني قد اجرته، فلما أكثر عمر في شانه، قال العباس مهلا يا عمر، فوالله ان لو كان من رجال بني عدي (رهط عمر) ما قلت هذا ولكنك قد عرفت أنه من رجال بني عبد مناف، فقال عمر: مهلا يا عباس، فوالله لاسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام الخطاب لو أسلم وما بي الا اني قد عرفت أن
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172