نظر عمر في الكتاب قال: وددت اني في القرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ابدأوا بالأقرب فالأقرب، ثم ضعوا عمر بحيث وضعه الله تعالى، فشكره العباس بن عبد المطلب على ذلك، وقال: وصلتك رحم)، وروى عن محمد بن عجلان قال: لما دون عمر الدواوين، قالوا: بمن نبدأ: بنفسك، قال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم امامنا، فبرهطه نبدأ، ثم بالأقرب والأقرب)، وروي عن سفيان الثوري عن جعفر الصادق عن أبيه قال: لما وضع عمر الديوان استشار الناس بمن يبدأ، فقالوا:
ابدأ بنفسك، قال: لا، ولكن أبدأ بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدا بهم).
ومنها ما روي عن ابن سعد عن الواقدي بسنده عن الزهري عن سعيد عن قومن آخرين قالوا: لما أجمع عمر علي تدوين الديوان وذلك في المحرم سنة عشرين، بدا يبني هاشم، ثم الأقرب فالأقرب برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان القوم إذا استووا في القرابة قدم أهل السابقة، ثم انتهى إلى الأنصار فقالوا: بمن نبدأ فقال: إبدأوا برهط سعد بن معاذ من الأوس ثم الأقرب فالأقرب لسعد، وفرض عمر لأهل الديوان، فقدم أهل السوابق والمشاهد من الفرائض وكان أبو بكر قد سوى بين الناس في القسم فقيل لعمر في ذلك فقال: لا اجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه، فبدا بمن شهد بدرا من المهاجرين والأنصار، وفرض لكل رجل منهم خمسة آلاف درهم في كل سنة حليفهم ومولاهم معهم بالسواء وفرض لمن كان له اسلام كاسلام أهل بدر ومن مهاجرة الحبشة ممن شهدوا أحد أربعة آلاف درهم، وفرض لأبناء البدريين الفين الفين الا الحسن والحسين فإنه الحقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما برسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف وفرض للعباس خمسة آلاف لقرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن للخليفة الثالث، عثمان بن عفان رضي لله عنه، بأقل حبا لآل البيت من صاحبيه، فهو من بني عبد مناف، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنتيه ومن ثم فقد سمى بذي النورين غير أن الاحداث سرعان ما باعدت بينه وبين علي، بسبب وشايات بطانته من بني أمة، وإن ظل الحب والاحترام متبادلا