نبغضهم، بل إقامة الحد عليه انما هو محبة وتطهير له، وانطلاقا من كل هذا، وعلى كر السنين ومر الأعوام، نرى اجماعا من أهل الحق والايمان على توقير أهل البيت واستشعار محبتهم واعلان فضيلتهم، لا يشذ عن ذلك الا جاهل أو محروم، ولا يجادل في ذلك الا شقي أثيم، يقول العلامة الشعراني في (المنن الكبرى): سمعت سيدي عليا الخواص رضي الله عنه يقول: من حق الشريف علينا ان نفديه بأرواحنا لسريان لحم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمه الكر يمين فيه بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وللبعض في الاجلال والتعظيم والتوقير ما للكل، وحرمة جزئه صلى الله عليه وسلم كحرمة جزئه حيا على حد سواء).
ويقول الإمام ابن تيمية في (العقيدة الواسطية): ومن أصول أهل السنة والجماعة انهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم (غدير خم): أذكر كم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي (رواه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم للعباس عمه - وقد اشتكى إليه ان بعض قريش يجفو بني هاشم - (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)، وقال صلى الله عليه وسلم (ان الله اصطفى بنى إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قر يش بنى هاشم).
وقال ابن تيمية في الفتاوي - وهم في الوصية الكبرى - ما نصه (آل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يحبب رعايتها، فان الله جعل لهم حقا في الخمس والفئ، وامر بالصلاة عليهم، مع الصلاة على رسول الله فقال لنا: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد) - وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة، هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرها من العلماء رحمهم الله، فان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد )، وقد قال الله في كتابه (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا)، وحرم الله عليهم الصدقة لأنها أوساخ الناس، وفي المسانيد والسنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس - لما شكا إليه جفوة قوم لهم - (والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي).