السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١١٠
فالرأي عنده انها سميت بالبتول لانقطاعها عن نساء زمانها، وعن نساء الأمة، فضلا ودينا، وحسبا وعفافا، وهي سيدة نساء العالمين، وقيل البتول من النساء المنقطة عن الدنيا إلى الله تعالى، وبه لقبت فاطمة، رضي الله عنها، وعن عمر بن علي رضي الله عنهما، ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن البتول، وقد قيل له: سمعناك يا رسول الله تقول: مريم بتول، وفاطمة بتول، فما ذاك فقال صلى الله عليه وسلم: (البتول التي لم تر حمرة قط) اي لم تحض، فان الحيض مكروه في بنات الأنبياء، عليهم الصلاة . السلام، وفي الواقع فلقد كانت فاطمة الزهراء، عليها السلام، إلى جانب انسانيتها، تحمل صفات الملائكة وصفات الحور العين، كانت انسانة، وكانت حوراء، أو هي (حوراء إنسية).
3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة ولدت الزهراء ونشأت في بيت ربه محمد، وربته خديجة، وأي أب في تاريخ الانسانية كلها، أعظم وأنبل، وأكرم وأشرف من محمد صلى الله عليه وسلم، وأي أم أرفق وأحن.
واشفق من خديجة رضي الله عنه، ثم سرعان ما أصبح هذا البيت، بيت النبوة والرسالة، ومهبط الوحي والتنزيل، وهكذا تأديب الزهراء بأدب أبيها النبي الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، ومن ثم فقد كانت سيدتنا فاطمة الزهراء، المثل الاعلى في الخلق الكريم والطبع والسليم، وقد عني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عناية تامة، فكان يثقفها ثقافة اسلامية، ويروضها على الهدي النبوي، والصراط المستقيم، ومن ثم فقد نشأت الزهراء نشاة كانت المثل الاعلى في الكمال والجلال، فهي انما تمثل أشرف ما في المرأة من انسانية وكرامة وعفة وقداسة ورعاية إلى ما كانت عليه من ذكاء وقاد، وفطنة حادة، وعلم واسمع، وكفاها فخرا انها تربت في مدرسة النبوة، وتخرجت في معهد الرسالة، وتلقت عن أبيها الرسول الأمين صلى اله عليه وسلم ما تلقاه عن رب العالمين، وبدهي ان الزهراء تعلمت في دار أبويها، ما لم تتعلمه طفلة غيرها في مكة، بل وفي الدنيا كلها، وصدقت أم المؤمنين أم سلمة حيث تقول (تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وفوض امر ابنته إلي، فكنت أؤدبها وأدلها، وكانت والله آدب مني، وأعرف بالأشياء كلها)، أو ليست هي يا أم المؤمنين بضعة رسول الله
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 105 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172