السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٥٥
الامر كذلك بالصلاة على أهل بيته في كل تشهد، وفي كل صلاة، وكفى بهذا تعظيما وتشريفا، وتوفيرا ذلك لان هذا يعني أن الله قد قضي بأن مقام أهل البيت انما هو من مقام جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وان شرفهم من شرفه، ومن ثم فقد أقامهم النبي صلى الله عليه وسلم مقام نفسه في التعظيم والتكريم والتشريف، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إفراده بالصلاة عليه، دون أهل بيته فقد روى ابن حجر الهيثمي في صواعقه أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا تصلوا علي الصلاة، البتراء، قالوا: وما الصلاة البتراء قال:
تقولون: (اللهم صل على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)، وروى الشافعي في مسنده ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الصلاة: (اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، انك حميد مجيد) هذا وتأكيدا لمقام أهل البيت عند الله رسوله فلقد بين النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد بيته، اللهم صل على محمد وآله) وفي هذا المعنى يقول أبو سليمان الداراني رضي الله عنه، كما جاء في صواعق ابن حجر، من أراد أن يسأل الله حاجة، فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما).
ويرى ابن قيم الجوزية: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حق له ولاله دون سائر الأمة ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الشافعي وغيره، ومن لا يوجبها فلا ريب أنه يستحبها عليه وعلى آله، ويكرهها لسائر المؤمنين، أو لا يجوزها على غير النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأما من قال إن آل النبي في الصلاة هم كالأمة فقد أبعد غاية الابعاد (عن الصواب)، هذا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع في التشهد السلام والصلاة فشرع السلام من المصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم أولا وعلى نفسه ثانيا، وعلى سائر عباد الله الصالحين ثالثا، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (فإذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في الأرض والسماء وأما الصلاة فلم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم إلا على نفسه وعلى آله فقط، فدل ذلك على أن آله هم أهله وأقاربه ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن كيفية الصلاة عليه
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172