السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١١١
أو ليست هي (أم أبيها) كما كان يسميها سيد المرسلين، أو ليست هي التي اصطفاها الله لتكون التيار الذي يحمل نور النبي صلى الله عليه وسلم عبر أسلاك الزمن، ولتضاء البشرية بعد ذلك من هذا النور الفياض، وصدق الأستاذ العقاد، حيث يقول (في كل دين صورة للأنوثة الكاملة المقدسة، يتخشع بتقديسها المؤمنون، كأنما هي آية الله فيما خلق من ذكر وأنثى، فإذا تقدست في المسيحية صورة مريم العذراء، ففي الاسلام، لا جرم، تتقدس صورة فاطمة البتول).
كانت الزهراء، عليها السلام، أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فما ان انتقلت السيدة خديجة، رضي الله عنها إلى جوار ربها الكريم، راضية مرضية، حتى أصبحت الطفلة الصغيرة، فاطمة الزهراء، مسؤولة عن رعاية أبيها والسهر عليه، ولكنه لم يكن أبا عاديا، وانما هو رسول الله الذي أرسله للناس كافة، ومن ثم فقد كان على الزهراء، وهي ما تزال صغيرة لا تكاد تتحمل مسؤولية بيت ورعاية أسرة، فضلا عن أن يكون هذا البيت وتلك الأسرة، بيت محمد صلى الله عليه وسلم، تأخذ نصيبها من من أعباء الدعوة، وأثقال الرسالة، وسوف يكون لها ولزوجها، ولا بنائها وبناتها من بعدها، النصيب الأوفر، فلقد اخذت حتى الان نصيبها من الحصار الرهيب في شعب أبي طالب، حيث حصر أهلها من بني هاشم، ولمدة سنوات ثلاث، الا ان يسلموا أباها فتقتله قريش، وسوف تأخذ نصيبها من احداث الهجرة، وتنال حظها من خطوب (أحد) والأحزاب، وسوف تشارك أباها كل ما يلاقيه من اذى قريش، وتقاسمه كل همومه، بقدر ما نالته من الحظوة عنده، والمكانة لديه.
4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم تبعته الزهراء وأم كلثوم، وهناك روايتان عن هجرتهما، تذهب الأولى إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث زيد بن حارثة وأبا رافع، وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم إلى مكة، فقدما عليه بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه، وسودة بنت زمعة زوجته، وأسامة بن زيد، وأمه أم أيمن، وتذهب الرواية الثانية
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172