الفصاحة. أو السياسة. ولكن بالدم الذي يتكلم، فتكون، له بلاغة الشهادة بين يدي الله سبحانه. فأصبحوا عنوانا على العدل المفتقد. والأمل المنتظر، وبابا للرجاء في عدل السماء. لتتدارك المسلمين برحمتها ومغفرتها.
2 - أن المسلمين يضيفون إلى حساب الحسين، من حساب بنى أمية وعمالهم وسفاحيهم. إذا أرادوا السلطة والمال وشفاء صدور قوم مبطلين. فقطعوا صلتهم بالله يوم قطعوا رأس ابن بنت رسول الله.
وفي حين يتراءى قتلة أمير المؤمنين على " خوارج " كما تضافرت الأمة على وصفهم. أو " بغاة " كما سماهم أمير المؤمنين نفسه إذا لم يخرجوا عليه إلا لفهم مخالف من أجل الدين، يتدلى قتلة الحسين إلى أدنى درك في جهنم. سفاحين أجراء وتتعالى بطولات الحسين قدر ما تتعمق الحسرة من أجل استشهاده. فتبرز في إجماع المسلمين عليه بطلا، وفي الفكر الشيعي، حيث يضاف جهاده إلى الوصية له بالإمامة.
فهذا يوم للحسين وحده. ناله بحقه. وفيه سند لإمامة الأئمة من أبنائه:
على زين العابدين. فمحمد الباقر. فجعفر الصادق. فالباقين من الأئمة.
* * * ظلت شجرة العدل، والعلم، والأمل، تسقى، بدماء الشهداء كلما رأت السماء مصلحة للأمة. فلم تلبث الكوفة بعد نحو عام واحد من وقعة الحرة أو ثلاثة أعوام من يوم كربلاء أن هز ضميرها تقصيرها.
فقامت من الفور حركة التوابين سنة 64 (1) بين أهل الكوفة الندامى على ما فرط منهم من تقصير. فقتلوا قتلة الحسين وقواد جيش عبيد الله ابن زياد. ولم تنته الندامة بقتل المختار بن عبيد زعيم التوابين سنة 67،