عن أبي عمر، والإمام أحمد وابن كثير والطبراني في الكبير، وأيضا عن عبد الله بن الزبير - رضي الله تعالى عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لكل نبي حواري وإن حواري - وفي لفظ: " وابن عمتي " الزبير وفي لفظ: " وأنتما حواري " قاله لطلحة والزبير، وفي لفظ:
" الزبير ابن عمتي حواري من أمتي ".
روى الشيخان عن عبد الله بن الزبير - رضي الله تعالى عنهما - قال: قال لي أبي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم "، فانلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه فقال: " ارم فداك أبي وأمي ".
الثالث: في كرمه ووصيته ووفاته وعمره.
كان من الشجعان المعدودين هو وعلي وحمزة، كان له ألف مملوك يؤدون إليه الضريبة ما دخل في بيت ماله درهم واحد يتصدق بها - وفي رواية - " كان يقسمها كل ليلة وما يقوم إلى منزله بشئ منه ".
روى البخاري (1) عنه قال: لم وقف على يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه، فقال: يا بني، ما أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني، أفترى ديننا بقي من مالنا شيئا؟
ثم قال: يا بني، بع مالنا واقض ديني، وأوصى بالثلث، قال عبد الله: " فجعل يوصيني بدينه "، ويقول: يا بني، إن عجزت عن شئ منه فاستعن بمولاك، فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبة من مولاك؟ قال: الله، فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير، اقض عنه دينه فيقضيه، قال: فقتل الزبير ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغابة، وإحدى عشرة دارا بالمدينة، ودارين بالبصرة، ودارا بالكوفة، ودارا بمصر، قال: وما كان دينه إلا أن الرجل يأتيه بالمال فيستودعه فيقول الزبير: لا، ولكنه، سلف، إني أخشى عليه الضيعة، وما ولى إمارة قط ولا جباية، ولا خراج ولا شيئا إلا أن يكون غزوة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو مع أبي بكر وعمر وعثمان قال عبد الله: فحسبت ما كان عليه من الدين فكان ألفي ألف ومائتي ألف، وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف، فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف، ثم قال:
من كان له عندنا شئ فليوافنا بالغابة، فلما فرغ عبد الله من قضاء دينه، قال بنو الزبير: أقسم بيننا ميراثنا، قال: لا، والله، لا أقسم بينكم حتى أنادي بالمواسم أربع سنين، ألا من كان له دين على الزبير فليأتنا فلنقضيه، فجعل ينادي كل سنة بالموسم فلما قضى أربع سنين قسم بيهم ودفع الثلث، وكان الثلث، وكان للزبير أربع نسوة فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف، فجمع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف كما رواه البخاري.