وروى أبو الحسين الخلعي عن عمير بو شعيب أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة فحدثته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان عند أم سلمة، فجعل حسنا وحسينا في شق وفاطمة في حجرها، وقال: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد، وأنا وأم سلمة جالستان، فبكت أم سلمة، فقال: ما يبكيك؟ قالت: يا رسول الله، خصصتهم، وتركتني وابنتي! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنك من أهل البيت ".
الخامس: في ابتدائه صلى الله عليه وسلم بها إذا دار على نسائه، وتخصيصه أم سلمة من دون غيرها في بعض الأحوال - رضي الله تعالى عنهن - روى عمر الملا، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العصر دخل على نسائه واحدة، يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختم بي.
وروى الإمام أحمد عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم، قالت: لما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة، قال لها: يا أم سلمة، إني قد أهديت إلى النجاشي حلة وأوقية مسك، ولا أرى النجاشي إلا قد مات ولا أرى هديتي إلا مردودة فهي لك. فكان كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وردت عليه هديته فأعطى كل واحدة من نسائه أوقية وأعطى أم سلمة المسك والحلة.
السادس: في مبايعتها، ومحافظتها على دينها وبرها - رضي الله تعالى عنها -.
روى مسلم عن أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - قالت: لما مات أبو سلمة قلت:
غريب بأرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه. فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: " أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه " مرتين. فكففت عن البكاء فلم أبك.
وروى أيضا عنها رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي فأنقضه لغسل الجنابة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضي عليك الماء فتطهري.
وروى الشيخان عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت: قلت: يا رسول الله، هل لي أجر في بني أبي سلمة، أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا، إنما هم بني فقال - صلى الله عليه وسلم -:
نعم، لك أجر ما أنفقت عليهم (1).