" ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول: ما أمر الله تبارك وتعالى [وإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها] (1).
وروى أحمد بن منيع وأبو يعلى برجال ثقات عن عمرو بن أبي سلمة (2)، والإمام الشافعي - رحمه الله تعالى ورضي عنه - والإمام أحمد ومسلم وابن أبي خيثمة عن أم سلمة والحارث من طريق آخر عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام - رضي الله تعالى عنهم - أن أبا سلمة جاء إلى أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - فقالت: سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا هو أعجب إلي من كذا وكذا، لا أدري ما أعدل به، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يصيب أحدا مصيبة فيسترجع عند ذلك، ثم يقول: اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني بها خيرا منها، فلما مات أبو سلمة قلتها وأبدلني خيرا منها: أقول: ومن خير من أبي سلمة، فلم أزل حتى قلتها، فلما انقضت عدتها أرسل أبو بكر يخطبها فأبت، فأرسل إليها عمر يخطبها فأبت، قالت: فأرسل إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبها، فقالت: مرحبا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن في خلالي ثلاثا أخافهن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني امرأة شديدة الغيرة وإني امرأة مصبية يعني: لها صبيان، وفي رواية: إني ذات عيال، وإني امرأة ليس هاهنا أحد من أوليائي شاهد يزوجني، وفي حديث أبي بكر بن عبد الرحمن، فقالت: ما مثلي ينكح، أما أنا، فلا ولد في، وأنا غيور، وذات عيال فسمع عمر بما ردت به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغضب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد ما غضب لنفسه حين ردته فلقيها فقال: أن التي تردين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: يا ابن الخطاب إن في كذا وكذا، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليها فقال: أما ما ذكرت أنك غيري فسأدعو الله - عز وجل - يذهب غيرتك وأما ما ذكرت أنك مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك، وفي رواية: وأما العيال فإلى الله ورسوله وأما أنه ليس ههنا أحد من أوليائك يزوجك فإنه ليس أحد شاهد ولا غائب من أوليائك يكرهني، وفي حديث أبي بكر في لفظ: " فإنه ليس أحد منهم شاهد ولا حاضر يسترضاني وأنا أكبر منه فقالت لابنها عمر: زوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فزوجه إياها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إني لم أنقصك مما أعطيت أختك فلانة، قال ثابت لابن أم سلمة: ما كان أعطى فلانة؟ قال: أعطاها درهمين تجعل منهما صاحبتها ورحلتين ووسادة حشوها ليف ثم انصرف عنها ثم أتاها الثانية وهي ترضع زينب فلما رأته مقبلا جعلت الصبية في حجرها.
فسلم ثم رجع فأتاها أيضا الثالثة فلما رأته جعلت الصبية في حجرها قالت: وكان