الرابع - في نبذ من فضائله رضي الله تعالى عنه - قالوا: شهد أبو سفيان رضي الله تعالى عنه - حنينا وأبلى فيها بلاءا حسنا، وكان ممن ثبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو [غرزه] على اختلاف في النقل، حتى انصرف الناس وكان رضي الله تعالى عنه يشبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه.
الخامس - في وفاته - رضي الله تعالى عنه -: توفي بالمدينة سنة عشرين، ودفن في دار عقيل بن أبي طالب، قاله أبو عمر: وقال ابن قتيبة: دفن بينبع، وقيل: توفي في سنة خمس عشرة، وكان - رضي الله تعالى عنه - هو الذي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام، وسبب موته أنه كان في رأسه ثؤلول فحلقه الحلاق، فقطعه، فلم يزل مريضا حتى مات بعد مقدمه من الحج، روي عنه أنه قال لما حضرته الوفاة: " لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت ".
السادس: في أولاده - رضي الله تعالى عنه -: كان له - رضي الله تعالى عنه - من الولد عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث، رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه، وكان مسلما بعد الفتح وجعفر بن أبي سفيان بن الحارث ذكر أهل بيته أنه شهد حنينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يزل مع أبيه ملازما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قبض، وتوفي جعفر في خلافة معاوية.
وأبو الهياج بن أبي سفيان قيل: اسمه عبد الله وقيل: علي، والإناث عاتكة بنت أبي سفيان بن الحارث تزوجها معتب بن أبي لهب فولدت له، وذكر ابن سعد في ولده المغيرة، والحارث، وكعب، وله رواية وكان يلقب ببه بموحدتين، ثانيهما ثقيلة.
تنبيه في بيان غريب ما سبق: الأبواء والسقيا والعرج: أسماء مواضع تقدم الكلام عليها.
آثرك: اختارك وفضلك.
البلاء: مبالغة الجهد في الامر.
الثؤلول: بثر صغير صلب مستدير يظهر على الجلد كالحمصة أو دونها.
أتنظف: بهمزة فنون فطاء مهملة ففاء: يقال نطف ينطف إذا قطر قليلا قليلا ومنه النطفة لقلتها وأشار به إلى المبالغة في عدم المعصية، والله تعالى أعلم.