جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ١ - الصفحة ١١٠

إن الراوي إذا لم يوجد له ترجمة في مختصر التهذيب - له - ولا في لسان الميزان فهو إما ثقة أو مستور انتهى وقد راجعت [كتاب] تقريب التهذيب وتعجيل المنفعة ولسان الميزان - [والكتاب] الثلاثة للحافظ ابن حجر - وترتيب ثقات العجلي وثقاة ابن حبان - وكلاهما للحافظ أبي الحسن الهيثمي - فلم أظفر بتراجم الجماعة الذين بيضت لهم.
الفصل الثاني:
قد علمت - رحمني الله وإياك - ما أسلفناه من كلام الحافظ في حكم هذا الحديث وتبين لك حال رجاله، وأنه ليس فيهم متهم ولا من أجمع على تركه، ولاح لك ثبوت للحديث وعدم بطلانه ولم يبق إلا الجواب عما أعل به، وقد أعل بأمور:
الأول من جهة بعض رجال طريقه، فرواه ابن الجوزي من طريق فضيل بن مرزوق وأعله به، ثم نقل عن ابن معين تضعيفه، وأن ابن حبان قال فيه: " يحدث بالموضوعات ويخطئ على الثقات " انتهى.
[قال المؤلف:] فضيل من رجال مسلم، وثقه السفيانان وابن معين كما نقله عنه ابن أبي خيثمة.
ونقل عنه عبد الخالق بن منصور أنه قال فيه: " صالح الحديث ".
وقال الإمام أحمد: " لا أعلم عنه إلا خيرا " وقال العجلي: " [هو] جايز الحديث صدوق " وقال ابن عدي: " أرجو أنه لا بأس به ".
وذكره البخاري في التاريخ ولم يضعفه. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: " صالح الحديث صدوق، يهم كثيرا، يكتب حديثه. قلت: يحتج به؟ قال: لا ".
ثم ذكر ابن الجوزي: " أن ابن شاهين رواه عن شيخه ابن عقدة من طريق عبد الرحمان بن شريك " قال [ابن الجوزي:] وعبد الرحمان قال فيه أبو حاتم " واهي الحديث " انتهى.
[قال المؤلف]: وعبد الرحمان هذا ذكره ابن حبان في الثقاة، وقال: ربما أخطأ.
وقال الحافظ ابن حجر في [ترجمته من كتاب] التقريب: [: ج ١، ص ٤٨٤]: صدوق.
ثم قال ابن الجوزي: " وأنا لا أتهم بهذا إلا ابن عقدة فإنه كان رافضيا ".
[قال المؤلف:] فإن كان [ابن الجوزي] يتهمه بأصل الحديث فالحديث معروف قبل وجود ابن عقدة، وإن كان أراد الطريق الذي رواها بن شاهين عنه، فابن عقدة لم يتفرد به بل تابعه غيره.
قال شاذان الفضلي: حدثنا أبو الحسن علي بن سعيد بن كعب الدقاق بالموصل، حدثنا علي بن جابر الأودي حدثنا عبد الرحمان بن شريك به.
[قال المؤلف:] علي بن سعيد وعلي بن جابر ثقتان، وثق الأول أبو الفتح الأزدي، والثاني ابن حبان.
قال ابن الجوزي: وقد رواه ابن مردويه من طريق داود بن فراهيج [وقال:] وقد ضعفه شعبة انتهى.
[قال المؤلف:] ونقل ابن عدي عن ابن معين أنه قال: لا بأس به. وكذا قال العجلي. ووثقه [ أيضا] يحيى القطان.
وقال أبو حاتم ثقة صدوق. وذكره [أيضا] ابن حبان في [كتاب] الثقات، وروى له في صحيحه.
وقال ابن عدي: لا أرى بمقدار ما يرويه بأسا.
وقال الإمام أحمد: [هو] صالح الحديث.
الامر الثاني قال ابن؟ الجوزقاني وابن الجوزي والذهبي - في مختصر الموضوعات -: يقدح في صحة هذا الحديث ما [جاء] في الأحاديث الصحيحة: [من] أن الشمس لم تحبس لاحد إلا ليوشع بن نون. انتهى.
وأجاب الطحاوي [عن هذا الاشكال] في [كتابه] مشكل الآثار، وتبعه ابن رشد - في مختصره - بأن حبسها غير ما في حديث أسماء من ردها بعد الغروب.
وقال الحافظ ابن حجر - في [شرح الباب (٨) من كتاب فرض الخمس من كتاب] فتح الباري: [ ج 6 ص 221] في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أحلت لكم الغنائم " بعد أن أورد حديث حبس الشمس صبح ليلة الاسراء [قال]: ولا يعارضه ما رواه أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة [من أنه] " لم تحبس الشمس إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس ".
[قال المؤلف:] ووجه الجمع أن الحصر محمول على ما مضى للأنبياء قبل نبينا صلى الله عليه وسلم فلم يحبس إلا ليوشع، وليس فيه نفي أنها قد تحبس بعد ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم.
[قال المؤلف:] قلت: ويوجد الحديث في بعض الكتب بلفظ: " لم ترد الشمس لاحد إلا ليوشع " ولا أظنه يصح، وإن صح فالجواب عنه [هو] ما أجاب به الحافظ ابن حجر عن الرواية السابقة.
الامر الثالث [مما أعل به الحديث، وجود] الاضطراب [فيه] وقد تقدم رد ذلك في التنبيه الأول والثاني من الفصل الأول.
الامر الرابع قال الجوزقاني ومن تبعه: لو ردت الشمس لعلي لكان ردها يوم الخندق للنبي صلى الله عليه وسلم بطريق الأولى.
[قال المؤلف]: قلت: رد الشمس لعلي إنما كان بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجيئ في خبر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في واقعة الخندق أن ترد الشمس فلم ترد، بل لم يدع.
الامر الخامس أعل ابن تيمية حديث أسماء بأنها كانت مع زوجها بالحبشة.
[قال المؤلف:] قلت: وهذا وهم إذ لا خلاف أن جعفر قدم من الحبشة هو وزوجته على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد فتحها وقسم لهما ولأصحاب سفينتهما.
مهمة:
قال ابن الجوزي: ومن تغفل واضع هذا الحديث؟ أنه نظر إلى صورة فضيلة ولم يتلمح إلى عدم الفائدة فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس صارت قضاءا فرجوع الشمس لا يعيدها أداءا انتهى.
[قال المؤلف]: قلت: إن الحديث قد [صح] وثبت، فدل على أن الصلاة وقعت أداءا، وصرح
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 110 110 110 110 110 110 110 110 110 147 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة التحقيق 5
2 مقدمة المؤلف 11
3 الباب الأول: في ذكر نسبه الشريف 25
4 الباب الثاني: في ذكر أسمائه الشريفة 29
5 الباب الثالث: في صفته عليه السلام ومولده وعمره 35
6 الباب الرابع: في أنه عليه السلام كان أول من أسلم 37
7 الباب الخامس: في تربية النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا حال طفولته 39
8 الباب السادس: في كفالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له وإسلامه 41
9 الباب السابع: في هجرته عليه السلام إلى المدينة 47
10 الباب الثامن: في أنه عليه السلام أول من يجثو للخصومة يوم القيامة 49
11 الباب التاسع: في أنه عليه السلام أول من يقرع باب الجنة، وفي ذكر خصائصه عليه السلام وما حباه الله تعالى به 51
12 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بأنه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى 57
13 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بإخاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم 69
14 الباب الحادي عشر: أن ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلبه 73
15 الباب الثاني عشر: في أنه ذائد الكفار والمنافقين عن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذكر جملة أخرى من خصائصه عليه السلام منها إنه مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 75
16 الباب الثالث عشر: في أنه عليه السلام مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 83
17 الباب الثالث عشر: أنه عليه السلام ولي كل مؤمن بعده، وأنه منه 87
18 الباب الرابع عشر: في حقه عليه السلام على المسلمين، واختصاصه بأن جبريل منه، واختصاصه بتسليم الملائكة عليه، واختصاصه بتأييد الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم به 91
19 الباب الخامس عشر: في اختصاصه عليه السلام بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 95
20 الباب السادس عشر: في اختصاصه عليه السلام بإقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه مقام نفسه في نحر بدنه، وإشراكه إياه في هديه والقيام على بدنه 99
21 الباب السابع عشر: اختصاصه عليه السلام بمغفرة من الله يوم عرفة، وأنه لا يجوز أحد على السراط إلا من كتب له علي الجواز 101
22 الباب الثامن عشر: في أنه سيد العرب وحث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأنصار على حبه عليه السلام 105
23 الباب التاسع عشر: في اختصاصه بالوصاية بالإرث 107
24 الباب العشرون: في اختصاصه عليه السلام برد الشمس عليه 109
25 كتاب كشف اللبس في حديث رد الشمس للحافظ جلال الدين السيوطي 111
26 رسالة مزيل اللبس عن حديث رد الشمس تأليف العلامة أبي عبد الله محمد بن يوسف الدمشقي الصالحي 121
27 الباب الحادي والعشرون: في اختصاصه بتزويج فاطمة رضي الله عنها 147
28 الباب الثاني والعشرون: في أنه وزوجته وبنيه من أهل البيت عليهم السلام 171
29 الباب الثالث والعشرون: في أنه صلى الله عليه وآله وسلم حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم 173
30 الباب الرابع والعشرون: في اختصاصه بإدخال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه معه في ثوبه يوم مات 175
31 الباب الخامس والعشرون: في إعطائه الراية يوم خيبر 177
32 الباب السادس والعشرون: في اختصاصه بحمل لواء الحمد يوم القيامة وفي لبسه ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، وفي وقوفه بين سيدنا إبراهيم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في ظل العرش، وأنه يكسى إذا كسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم 181
33 الباب السابع والعشرون: في سد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 185
34 الباب الثامن والعشرون: في تنويه الملائكة باسمه يوم بدر 189
35 الباب التاسع والعشرون: في اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن، وفي اختصاصه بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 191
36 الباب الثلاثون: في أنه حجة الله على أمته، وأنه باب مدينة العلم، وأنه أكثر الأمة علما 193
37 الباب الحادي والثلاثون: في إحالة جميع الصحابة عما يسألون عنه من العلوم عليه 197
38 الباب الثاني والثلاثون: في أنه عليه السلام أقضى الأمة، وفي أنه دعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين ولاه اليمن، وفي أنه لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني سواه 203
39 الباب الثالث والثلاثون: فيما خص به من الاختصاص بما لم يخص به أحد من الصحابة ولا غيرهم سواه، ووقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 209
40 الباب الرابع والثلاثون: في وقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 215
41 الباب الخامس والثلاثون: فيما نزل في شأنه عليه السلام من الآيات 219
42 الباب السادس والثلاثون: في بيان أفضليته عليه السلام 223
43 الباب السابع والثلاثون: في شهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له بالجنة 227
44 الباب الثامن والثلاثون: في أنه ذائد المنافقين هن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر ما فيه يوم القيامة، وذكر نبذ من فضائله ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 233
45 الباب التاسع والثلاثون: في منزلته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة الله ورسوله له، وشفقته عليه، ورعايته، ودعائه له وطروقته إياه ليلا يأمره بالصلاة، وكسوته الثوب الحرير 239
46 الباب الأربعون: في الحث على محبته، والزجر عن بغضه 247
47 الباب الحادي والأربعون: في شوق أهل السماء والأنبياء الذين هم في السماء إليه، وفي ذكر مباهاة الله سبحانه وحملة عرشه به، وفي ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أنه مغفور له، وفي علمه وفقهه صلوات الله وسلامه عليه 257
48 الباب الثاني والأربعون: في كراماته، وشجاعته، وشدته في دين الله، ورسوخ قدمه في الايمان، وتعبده، وأذكاره وأدعيته عليه السلام 263
49 الباب الثالث والأربعون: في كرمه عليه السلام وما كان فيه من ضيق العيش 271
50 الباب الرابع والأربعون: فيما كان فيه عليه السلام من ضيق العيش وخشونته وورعه وحيائه وتواضعه 279
51 الباب الرابع والأربعون: في شفقته على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما جمع الله فيه من الصفات الجميلة في الجاهلية والاسلام، وإسلام قبيلة همدان على يده، وتخفيف الله عن الأمة بسببه 287
52 الباب الخامس والأربعون: في خلافته عليه السلام، وذكر ما جاء في صحتها، والتنبيه على ما ورد في ذلك من الأحاديث والاخبار والآثار 289
53 الباب السادس والأربعون: في بيعته عليه السلام ومن تخلف عنها 293
54 الباب السابع والأربعون: في ذكر حاجبه عليه السلام، ونقش خاتمه، وابتداء شخوصه من المدينة، وما رواه أبو بكر وعمر في حفه، وما قالا وصرحا به من فضله وخصائصه 295
55 الباب الثامن والأربعون: في ذكر شئ من خطبه، وذكر شئ من كلامه عليه السلام 299
56 الباب التاسع والأربعون: في ذكر شئ من مواعظه عليه السلام 301
57 الباب التاسع والأربعون: في خطبه عليه السلام ومواعظه الجامعة 305
58 الباب الخمسون: في كتبه عليه السلام إلى معاوية وإلى عماله وغيرهم، وفي أجوبة معاوية له، وفيما أوصى عليه السلام به من وصاياه النافعة والكلمات الجامعة 357