جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ١ - الصفحة ١١٠
السلام على كفرهم فأخرجوا إلى داود من لم يحضر أجله، فكان يقتل من أصحاب داود ولا يقتل منهم شئ.
فشكى [داود] ذلك إلى الله ودعاه فحبست عليهم الشمس فزيد في النهار، فاختلطت الزيادة بالليل والنهار، فاختلط عليهم حسابهم.
وذكر ابن إسحاق في [كتاب] المبتدا (٥٤) من طريق عروة بن الزبير، عن أبيه أن الله تعالى لما أمر موسى عليه السلام بالمسير ببني إسرائيل، أمره أن يحمل تابوت يوسف عليه السلام، فلم يدل عليه حتى كاد الفجر أن يطلع، وكان وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع الفجر، فدعا ربه أن يؤخر الطلوع حتى يفرغ من أمر يوسف [عليه السلام] ففعل.
قال الحافظ ابن حجر: ولا يعارضه حديث يوشع، لان الحصر إنما وقع في حق يوشع بطلوع الشمس فلا ينفي أن يحبس طلوع الفجر لغيره انتهى (٥٥).
وذكر صاحب طبقات الخواص، وابن السبكي في طبقاته واليافعي في كفاية المعتقد أن سيدي؟
الشيخ إسماعيل بن محمد الحضرمي شارح [كتاب] التهذيب أن مما استفاض من كراماته - قال اليافعي: وربما تواتر - أنه قال يوما لخادمه وهو في سفر: قل للشمس: تقف حتى نصل إلى المنزل. - وكان في مكان بعيد، وكان عادة أهل المدينة أنهم لا يفتحون بابها بعد الغروب لاحد أبدا فقال لها الخادم: قال لك الفقيه: إسماعيل: " قفي " فوقفت حتى بلغ مكانه؟ ثم قال [الشيخ إسماعيل] للخادم: " ما تطلق ذلك المحبوس؟ " فأمرها الخادم بالغروب فغربت وأظلم الليل في الحال (٥٦).
وذا آخر هذا المؤلف، ولله الحمد على كل حال، وصلى الله على سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما.
بلغ مقابلة جيدة حسب الطاقة، ولله الحمد.
قال المحمودي هذا تمام هذه الرسالة الشريفة التي جاد بها لنا العلامة الطباطبائي دام عزه وتوفيقه، وإليك ما كتبه بخطه الشريف في خاتمة الرسالة:
فرغت من نسخ هذه الرسالة - في يوم واحد - نهار اليوم الحادي والعشرين من شهر ذي الحجة سنة " ١٣٨٦ " في مكة المكرمة في مكتبة الحرم المكي ولله الحمد أولا وآخرا.
ثم صححت الكتاب وقابلته في المكتبة السليمانية في إسلامبول تركيا، عصر يوم الأربعاء " ٢٥ " [من شهر] ربيع الثاني سنة " ١٣٨٧ " عند رحلتي إلى تركيا، بصحبة زميلي العزيز الشيخ رضا الأميني وفقه الله وأبقاه دهرا، فقد قابلته معه على نسخة ما في مكتبة " لاله لي " في السليمانية برقم: " ٣٦٥١ " بآخر مجموعة وهي بخط علي بن محمد الملاح، فرغ منها مستهل الربيع الثاني سنة " ١٠٠٩ " وكتب بالهامش أنه بلغ مقابلته على أصله، وقال: وكتبت [ها] من نسخة مكتوب عليها: " وقف على هذا المؤلف؟ سيدنا الشيخ العلامة نور الدين أبو الحسن علي المحلي الشافعي أبقاه الله تعالى وكتب عليه ما صورته [...].
(١) وليلاحظ جواب هذه الهذيانات فيما يأتي قريبا عن المصنف، وما يأتي عن الصالحي في الفصل الأول والثاني من رسالة بمزيل اللبس.
(٢) كناية عن شئ لا لب له بل له ظاهر معجب أو مرعب وباطنه خال عما يتراءا من ظاهره.
(٣) المسمى بشكل الآثار: ج ٢ ص ٨ وج ٤ ص ٤٨٨ ط ٢.
(٤) أخرجه في مسند أسماء بنت عميس من المعجم الكبير: ج ٢٤ ص ١٤٧، ط بغداد.
(٥) ذكره الذهبي فيمن توفي (٢٨٩) وقال: محدث رجال ثقة. كما في تاريخ الاسلام ج ٢٣ ص ١٥٧.
(٦) كذا في أصلي، وفي جل الروايات " أنه كان في طاعتك وطاعة رسولك ".
(٧) بل هو معلوم الحال وهو من أصحاب الباقر عليه لسلام، وكما في معجم رجال الحديث ج ١، ص ٨٣ ط ١.
(٨) ولم يتيسر لي الرجوع إلى ترجمة الرجل وتحقيق حاله.
(٩) لجعفر بن أحمد بن سنان الواسطي المتوفي سنة (٣٠٧) ترجمة في كتاب تذكرة الحفاظ: ج ٢ ص ٧٥٢ وسير أعلام النبلاء: ج ١٤، ص ٣٠٨.
(١٠) وهو أبو الحسن الأودي الأسدي الكوفي المعروف بالطريقي المتوفى سنة (٢٥٦) من مشايخ الترمذي، والنسائي، والقزويني المترجم في تهذيب التهذيب ج ٧، ص ٣٨٦.
(١١) أبت على زنة عادت لفظا ومعنى.
والحديث رواه الشيخ الصدوقمحمد بن علي بن الحسين في الباب: (٦١) من كتاب علل الشرائع ص ٣٥١ قال:
حدثنا أحمد بن الحسن القطان رحمه الله، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن صالح، قال: حدثنا عمر بن خالد المخزومي قال: حدثنا ابن نباتة، عن محمد بن موسى عن عمارة بن مهاجر، عن أم.
جعفر [أ] وأم محمد بنتي محمد بن جعفر قالت:
خرجت مع جدتي أسماء بنت عميس قالت: يا بنية كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] في هذا المكان فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] الظهر ثم دعا عليا عليه السلام فاستعان به في بعض حاجته ثم جاءت [صلاة] العصر؟ فقام النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] فأوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله [وسلم] فوضع رأسه في حجر علي حتى غابت الشمس لا يرى منها شئ لا على أرض ولا [على] جبل، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] فقال لعلي: هل صليت العصر؟ فقال: لا يا رسول الله أنبئت أنك لم تصل [فجئت كي أصلي معك] فلما وضعت رأسك في حجري لم أكن لأحركه فقال:
اللهم إن هذا عبدك علي احتبس نفسه على نبيك فرد عليه شرقها. فطلعت الشمس فلم يبق جبل ولا أرض إلا طلعت عليه الشمس ثم قام علي عليه السلام فتوضأ وصلى ثم انكسفت.
ورواه عنه المجلسي رحمه الله في الحديث الثاني من الباب: (١٠٩) - وهو باب رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام من بحار الأنوار: ج ٩ ص ٥٤٧ وفي ط الحديث: ج ٤١ ص ١٦٧، ثم قال:
[وأيضا رواه الصدوق في كتاب قصص الأنبياء] عن محمد بن الفضل، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن علي بن سلمة، عن محمد بن إسماعيل بن [أبي] فديك، عن محمد بن موسى بن أبي عبد الله، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أمه أم جعفر، عن جدتهما أسماء بنت عميس مثله.
والظاهر أن الحديث هو ما رواه ثقة الاسلام الكليني رفع الله مقامه بسند آخر في آخر " باب إتيان المساجد وقبور الشهداء " من كتاب الحج من الكافي: ج ٤ ص ٥٦١ ط الآخوندي.
(١٢) هذا هو الصواب، وفي أصلي: " عبد الله بن الفضل التيهاني ب، والرجل ذكره النجاشي في حرف العين من رجاله ص ١٧٣، ط ٢، وقال:
عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال النبهاني أبو عيسى، أصله كوفي انتقل إلى مثر وسكنها.
له كتب منها زهر الرياض كتاب حسن كثير الفوائد، أبو الفرج الكاتب، قال: حدثنا هارون بن موسى حديثا أبو عيسى بكتابه.
روى عن محمد بن أبي عميرة الأسلمي؟
روى عن جعفر بن محمد بن قولويه كما في آخر الباب (١٧) من كامل الزيارات ص ٦٢.
(١٣) لم يتيسر لي مراجعة ترجمتهما.
(١٤) هو من مشايخ البخاري في كتاب الأدب المفرد، ووثقوه بلا معارض، كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: ج ١٠، ص ٦٠، وفي تقريبه: ج ٢ ص ٢٣٢.
(١٥) ثم إن حديث أبي ذر حول مناشدات أمير المؤمنين عليه السلام واحتجاجه على أصحاب الشورى بحديث رد الشمس رواه جماعة منهم الحاكم النيسابوري كما رواه عنه الكنجي الشافعي في الباب:
(١٠٠) من كتاب كفاية الطالب ص ٣٨٧.
ومنهم الخوارزمي في الحديث: (٣٧) من الباب ١٩، من مناقبه ص ٢٣٢.
ومنهم الحموئي في الباب: (٥٨) من فرائد السمطين: ج ١، ٣٢١ ط ١.
وليلاحظ ما أورده الحافظ السروي في عنوان: (طاعة الجمادات له " من كتابه مناقب آل أبي طالب:
ج ٢ ص ٣١٧.
(١٦) أما خيثمة بن سليمان المولود سنة (٢٥٠ / أو ٢٢٧) المتوفى سنة (٣٤٣) فهو مترجم في سير أعلام النبلاء: ج ١٥، ص ٤١٢.
وأما عثمان بن خرزاد المولود قبل المأتين المتوفى سنة (٢٨١ / أو ٢٨٢) فهو مترجم في تهذيب التهذيب ج ٧ ص ١٣١، وسير أعلام النبلاء ج ١٣ ص ٢٧٨.
(١٧) وأيضا رواه الهيثمي عن الطبراني وقال: وإسناده حسن، كما في عنوان: " حبس الشمس " من كتاب مجمع الزوائد: ج ٨ ص ٢٩٦ ط ١، قال:
[و] عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من النهار.
ورواه عنه وعن جماعة من الصحابة مطولا محمد بن محمد بن النعمان العكبري في أواخر سيرة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الارشاد، ص ٣٤٥ طبعة مؤسسة آل البيت.
وأيضا رواه عن جابر وأبي سعيد الخدريالحسن بن يوسف ابن المطهر في المنهج الثالث من كتاب منهاج الكرامة.
(١٨) بل زاد على ذلك وذكر الحديث كاملا حرفيا، ولكن أعداء أهل البيت من قديم الأيام مدوا أياديهم الخائنة إلى مصنف ابن أبي شيبة حذفوا ذيل الحديث عنه ولهم في ذلك قدم راسخ.
والدليل على أن ابن أبي شيبة ذكر الحديث تاما هو رواية تلاميذ ابن أبي شيبة الحديث عنه كاملا، فإن الطبراني روى الحديث عنه وعن أخيه عثمان بن أبي شيبة بواسطة الحسين بن إسحاق التستري وعبيد بن غنام عنهما كما في مسند أسماء بنت عميس من المعجم الكبير: ج ٢٤ ص ١٤٧.
(١٩) أخرجه الحافظ الطحاوي في شرح مشل الآثار: ج ٢ ص ١١، وج ٤ ص ٣٨٨.
والطحاوي منسوب إلى " طحا " وهي قرية بصعيد مصر، والمراد منه هاهنا هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الحنفي المولود عام (٢٢٩) المتوفى (٣٢١) المترجم في عنوان: " الطحاوي " من أنساب السمعاني ص ٣٦٨ ط ١، وفي اللباب: ج ٢ ص ٢٧٥ وفي سير أعلام النبلاء: ج ٥ ص ٢٧٥.
(٢٠) ورواه أيضا عن القاضي عياض في الشفاء، الشهاب أحمد الخفاجي في شرحه الموسوم ب " نسيم الرياض " ج ٣ ص ١١١٠.
(٢١) ابن سيد الناس هو أبو بكر محمد بن محمد بن عبد الله الأندلسي المولود سنة (٦٦١).
(٢٢) أي وفي كتاب: " الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ".
والكتابان تأليف علاء الدين مغلطاي بن فليح المتوفى عام: (٧٦٢) كما في كشف الظنون: ج ٢ ص ٩٥٧.
(٢٣) ذكره خليفة في حرف التاء من كشف الظنون: ج ٢ ص ٩٥٧ قال: توثيق عرى الايمان في تفضيل حبيب الرحمان، لشرف الدين أبي القسم هبة الله بن عبد الرحيم [بن إبراهيم] المعروف بابن البارزي الحموئي الشافي المتوفى عام (٨٣٨).
(٢٤) لم يتيسر لي الرجوع إلى شرح النووي لصحيح مسلم ولكن أورد مثله الحافظ ابن حجر في شرح:
" باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " أحلت لكم الغنائم " من كتاب فرض الخمس من فتح