ولما توفى الله نبيه ونقله إلى المقر الاعلى صلى الله عليه وسلم وبلغها أن أبا بكر منعها [فدكا] فأرخت خمارها على رأسها واشتملت جلبابها وأقبلت في طائفة من حفدتها ونساء قومها من نساء عبد المطلب يطأن ذيولها حتى دخلت على أبي بكر [بن أبي قحافة] وعنده حشد من المهاجرين والأنصار / 22 / ب / فنيطت دونها ملاءة ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء حتى ارتج المجلس وعلت الأصوات ثم إنها أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج ألقم وهدأت الأصوات وسكنت فورتهم افتتحت كلامها بحمد الله والثناء عليه والسلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قالت:
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) [128 / التوبة: 9] فإن تعرفونه تجدونه أبي دون آبائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة والموعظة الحسنة فهشم الأصنام وفلق الهام حتى