جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ١ - الصفحة ٣٧٧
وكتب عبد الرحمان بن الحكم إلى معاوية (1):
ألا أبلغ معاوية بن حرب كتابا من أخي ثقة مليم (2) فإنك والكتاب إلى علي كدابغة وقد حلم الأديم (3)
(١) كذا في أصلي، ومثله في كتاب العقد الفريد: ج ٥ ص ٨٠.
ولكن الصواب أن الذي كتب بهذه الأبيات إلى معاوية هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط، كما رواها عنه جماعة منهم البلاذري في الحديث: " ٣٦٣ " من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب أنساب الأشراف: ج 2 290 ط 1.
ثم إن كتاب الوليد بن عقبة أو عبد الرحمان بن الحكم هذا - على ما ذكره المصنف ابن عبد ربه - كان في أصلي متقدما على الخطبة المتقدمة آنفا، وإنما أخرناه، لكونه أجنبيا من جهتين: لجهة الأولى انه لم يكن من كتب أمير المؤمنين التي عقد الباعوني هذا الباب لها الثانية انه أجنبي عن كلم أمير المؤمنين عليه السلام بخلاف الخطبة المتقدمة فإنها فاقدة للجهة الأولى فقط.
(2) هذا هو الصواب، وفي أصلي والطبعة القديمة من العقد الفريد: " يلوم ".
(3) هذا هو الصواب، وفي أصلي والطبعة القديمة من العقد الفريد: " وقد حكم الأديم " وحلم الأديم - على زنة علم وبابه - فسد ووقع فيه الدود المسمى ب " حلمة " محركة. والأديم: الجلد.
وذكر الجهري في مادة: " حلم " من الصحاح، ما محصله: كتب الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى معاوية يحضه على قتال علي:
فإنك والكتاب إلى علي كدابغة وقد حلم الأديم.
يقول له: أنت تسعى في اصلاح أمر قد تم فساده كهذه المرأة التي تدبغ الأديم الذي قد نقبته الحلم وأفسدته.