الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٤٢
فإني أدعوك إلى الله تعالى ورسوله وإلى الإسلام، فقال: أما هذه فلا حاجة لي فيها، فقال له علي: فإذا كرهت هذه فإني أدعوك إلى النزال: قال [له]: ولم يا ابن أخي فما أحب أن أقتلك ولقد كان أبوك خلا لي، فقال [له] علي: ولكنى والله أحب أن أقتلك. فحمى عمرو وغضب من كلامه، فاقتحم عن فرسه إلى الأرض وضرب وجهها، ونزل علي (رضي الله عنه) عن فرسه، وأقبل كل واحد منهما نحو الآخر فتصاولا وتجاولا ساعة ثم ضربه علي (رضي الله عنه) على عاتقه بالسيف ورمى جثته إلى الأرض وتركه قتيلا. ثم ركب علي (رضي الله عنه) على فرسه وكر على ابنه حنبل (1) بن عمرو فقتله، فخرجت خيولهم منهزمة ورمى عكرمة بن أبي جهل رمحه وفر منهزما مع من انهزم من أصحابه (2)، فرجع علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وهو يقول:

(١) كما ذكرنا ورد في (أ): حبيل، وفي (ب): حسل.
(٢) أجمعت المصادر التاريخية على أن الإمام علي (عليه السلام) بعد أن قتل عمرو عطف على ابنه حنبل وقتله أيضا فولت خيولهم منهزمة، وفي مقدمتها فرار عكرمة بن أبي جهل بعد أن رمى رمحه على الأرض وردهم الله (بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال) الأحزاب: ٢٥.
وأضافت بعض المصادر أن الإمام علي (عليه السلام) قتل نوفل بن عبد الله بعد أن قصر فرسه فوقع في الخندق فرماه المسلمون بالحجارة فقال (عليه السلام): يا معشر الناس، قتله أكرم من هذه، فنزل (عليه السلام) إليه وقتله. وأدرك الزبير هبيرة بن أبي وهب فضربه فقطع مؤخر سرج فرسه، وسقطت درع كان حملها من ورائه فأخذها الزبير، وألقى عكرمة رمحه وناوش عمر بن الخطاب ضرار بن عمرو فحمل عليه ضرارا حتى إذا وجد عمر مس الرمح رفعه عنه وقال: إنها لنعمة مشكورة فاحفظها يا بن الخطاب، إني كنت آليت أن لا تمكنني يداي من قتل قرشي فأقتله، وانصرف ضرار راجعا إلى أصحابه، وقد كان جرى له معه مثل هذه في يوم أحد. (ذكره ابن هشام في سيرته: ٣ / ٢٤١).
أما صاحب أعيان الشيعة: ١ / 396 فقال بعد أن ذكر فرار عكرمة وضرار: وقتل منهم رجلان: منبه أصابه سهم فمات منه بمكة... ثم ذكر رحمه الله تعالى في نفس الصفحة مقتل نوفل حيث قال: وفي رواية ضربه - علي - بالسيف فقطعه نصفين... ولحق علي (عليه السلام) هبيرة فأعجزه وضرب قربوس سرجه فسقطت درع له كان قد احتقبها.
أما ابن هشام في السيرة: 3 / 241 فقال: وأما حسل بن عمرو فقد قتله علي (عليه السلام) قبل أن يهرب، ولذلك قالوا: إن من قتل من الهاربين اثنان ولو كان معهم لكانوا ثلاثة. فمن أراد المزيد فليراجع المصادر السابقة.
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 348 ... » »»
الفهرست